عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله
نشرت صحيفة الجزيرة في عددها رقم 15509 في 25-5-1436هـ فعاليات المؤتمر الدولي لمكافحة الفساد. وتعليقاً عليه أقول إن الهيئة الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد في المملكة تحتاج إلى عمل متواصل ومستمر وشفاف لحماية النزاهة ومكافحة الفساد بكل أشكاله وألوانه المالي والإداري والتجاري والعقاري وعقود المقاولات والمشتريات والتعاقد من الباطن. والله سبحانه وتعالى لا يحب الفساد والمفسدين. {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ} (205) سورة البقرة، وقال تعالى: {وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} (64) سورة المائدة. وقال: {وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا} (56) سورة الأعراف، وقال تعالى: {فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ} (103) سورة الأعراف، وأوجه وبؤر الفساد كثيرة جداً ويجب مواجهتها بعزم وحزم وقوة مثلما فعل الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز الذي بدأ بنفسه وأهل بيته ولم يستثن أحداً، ولولا الفساد لما حدثت كارثة جدة، ولما وصل سعر متر الأرض السكنية إلى أسعار خيالية، ولما انهارت سابقاً الأسهم التي راح ضحيتها آلاف المساهمين، ولما وصل إيجار الشقة إلى خمسين ألف ريال في السنة ولما تضخمت جيوب وبطون فئة قليلة من التجار على حساب الأكثرية من الشعب، ولولا التستر التجاري لما حصلت العمالة الأجنبية على 70% من سوق التجزئة التجارية، ولولا الغش التجاري لما وصلت المواد المغشوشة إلى المملكة، ولولا انعدام الضمير عند البعض لما كان للمتسلّلين مكان في بلادنا، ولولا ضعف الإيمان وقلة الخوف من الله لما أخذ البعض الرشوة من المرتشين، ولولا احتكار الأراضي البيضاء داخل المدن لانحلت عقدة الإسكان.. وسلسلة الفساد طويلة، والله المستعان.
محمد بن عبدالله الفوزان - محافظة الغاط