مدخل: الخوف.. الغرفة المظلمة التي تنشأ فيها السلبية
لكل منا شيء يخاف منه، يقلق عليه، يرتعد من فقده، جميعنا يمتلك ذلك الشعور بداخله ولو بنسبة ضيئلة!
فمن لا يخاف لا يعيش بحذر.
هي الفطرة الإلهية التي تسكن قلوب وأرواح البشر، مثلها كسائر المشاعر التي تفيض بها الروح وتسكن الجسد فتعيش أدق تفاصيلها.
فالخوف المصاحب للحذر لا بأس به، لكن ما إن يتعدى خط الحذر يكن أسير الرعب والاكتئاب.
فعندما تخشى شيئاً، يصبح همك الأول في منامك وصحوتك، ليتعدى من مجرد شيء بسيط لخوف ورهبة قاتلة.
أعان الله من هم في خوفهم باقون!
إنها حكاية الخوف التي تسيطر على فكر وقلب ذلك الإنسان البسيط الماضي في درب حياته المعيشية والاجتماعية.
بيد أن سوداوية الأفكار وظلال التشاؤم والتفكير لما هو أقرب إليه وبين يديه دون النظر لما هو أبعد من نظر عينيه للمستقبل.. يزيد من هرمون السلبيات التي تؤثر بلا شك في سلوكه الحياتي والمعيشي والنفسي بشكل كبير.
لذا فإن من أهم أسباب الفشل المعاصر أن الآباء والأساتذة والأخوة غير المعنيين بالتربية والمعرفة الذاتية وتطوير الذات، ينمون معنى الخوف في صدر وعقول الأبناء منذ الصغر.. وهذا يطابق المقولة «الحب هو ما ولدنا به، أما الخوف فنتعلمه!».
ليكن أول أمرهم تردد ثم خوف ومن ثم فشل!
معادلة مرعبة التطبيق.
فحكاية الخوف تنشأ من الصغر لتكبر معك لتصبح رواية مخيفة، لونها الأسود، مليئة بالكآبة.
جميعنا يخافها: أولكم أنا وآخركم ذلك الفتى الذي يقرأ آخر أسطري الآن!
الخوف جندي في قلوب البشر؛ ليكن جندياً صالحاً لذاتك أعطي نفسك الأمان.
فلا تهرب من قفص خوفك لتدخل قفص أكبر وأكثر ظلمة ووحشة قفص الأوهام المرعبة؛ أعطي نفسك الأمان والحرية لتعيش طليقاً حر الروح والجسد والفكر، حذراً لا قلق.
لتنتهي حكاية الخوف بمجرد إغلاق الفكر المتشائم لتبدأ حكاية جديدة ملؤها الصفاء والتفاؤل والتفكير بالجماليات.
فالباب المهشم ليس مهما بقدر ما بإمكانه احتمال الصعاب والضربات القوية، الأهم دائما يا صديقي «أنك ما زلت قوياً، تستطيع أن تفعل أي شيء تريده».