كما وعدتكم بأني لن أستطيع أن أكتب كل ما أريد الكتابة عنه في الشأن التعليمي في مقال واحد، وقلت سيكون هناك حلقات متتابعة وهذا المقال يعد حلقتي الثانية بنفس العنوان أعلاه، وذكرت بأني لن أتي بجديد، غير أني سأعيد التأكيد والتذكير بقضايا مهمة من عمق الميدان كما سبق لي القول بهذا، وسأضعها على طاولة معالي وزير التعليم د. عزام الدخيل، وبلغة سهلة وبسيطة.
1- «التدريب في مشروع تطوير» تعلمون بأنه صدر ضمن خطة تطوير أداء المعلمين في مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم، تدريب أكثر من 25 ألف معلم ومعلمة في عدد من الدول، هناك أكثر من سؤال يفرض طرحه، أولها، هل هناك آلية معينة ستكون فاعلة صممت لاختيار من يبعث لتلك الدول من بين المعلمين والمعلمات يستطيع مديرو المدارس السير وفقها؟ وهل سيكون الأمر أكبر فائدة فيما لو تم جلب مراكز التدريب التي سيسافر لها المعلم إلى الداخل، بدلاً من السفر للخارج، أم أن السفر إلى هناك سيكون أكثر نجاعة؟ ثم ان الذين سافروا لسنغافورة وتلقوا هناك ما يقرب من أسبوعين برامج تدريبية، وجولات ميدانية، هل درست تجربتهم، وتم الوقوف على نتائج ما تلقوه، وتم الاستفادة في تطبيق ما وجدوه هناك من أفكار ورؤى عقب عودتهم أم لا؟ الأمر يحتاج لوقفة، قبل أن يتحول البرنامج الضخم، والمكلف إلى مجرد مشروع نزهة وسياحة ليس أكثر.
2- «الصفوف الأولية» هي القاعدة الأهم في مسيرة الطالب التعليمية، إن خرج منها وهو يحمل حصيلة جيدة من المعرفة والمعلومة والمهارة، وكذلك السلوك، فهو بذاك يكون قد وضع قدميه على الطريق الصحيح ليستكمل مسيرته، القضية -معالي الوزير- أن هذه المرحلة بحاجة لنظرة، تبدأ في إيجاد البيئة التعليمية المتكاملة تعليمياً، وترفيهياً، التي يحتاجها طالب يغادر المنزل وما زالت فيه بقايا طفولة، وفي نفس الوقت هو بحاجة إلى معلم مربٍ، لديه كفايات تؤهله للتدريس في هذه المرحلة، معلم بمواصفات ومعايير مهنية وشخصية، فلم لا يكون لدينا (تخصص صفوف أولية) في الجامعات من يتخرج فيه بهذا المسمى يحق له التدريس في الصفوف الأولية حتى لا تكون ملعبا لكل تخصص، أو غير متخصص، أو يعاد العمل (بدبلوم الصفوف الأولية) في الجامعات لتأهيل الملتحق به، وإكسابه كفايات عالية لمرحلة الصفوف الأولية.
3- «إعداد الدروس وتخطيطها» سألت ذات صباح تدريبي ثلة من إخواني المعلمين: هل إعداد الدروس مهم لكم؟ قالوا: نعم، قلت: كيف تعدون لدروسكم؟ قالوا» وفق الإعداد في ضوء الأهداف، أي الطريقة العرضية، قلت: هل أنتم تعدون دروسكم، أم تُعد لكم؟ فصمتوا! صمتهم لأنهم يعلمون أن إعداد الدروس المنسوخ، متوافر بأشكال وأحجام وألوان في المكتبات، السؤال: هل يمكن لوزارة التعليم أخذ إجراءات، أو أساليب تدفع المعلم ليعد بنفسه دروسه، بدلاً من أن تُعد له ويشتريها من المكتبات جاهزة ليضعها في النهاية على طاولة مدير المدرسة؟ الحديث قد يطول عن أهداف الإعداد وفوائده قد يطول لكن ومنها، ثقة المعلم بنفسه، نجاح حصته، ومعرفته لتفاصيل درسه، ووسائله، ومشاكله، علما بأن «التخطيط للفهم» الذي جاء ليساعد المعلم كيف يعد لدروسه وفق الوحدة الدراسية، كواحد من مشاريع «تطوير» بات يسوق تجارياً، رغم أنه لم يعمم بعد!