لم نكن نعلم من قبل أو ربما لم نتفكر في القرآن جيداً، وكما أننا نغفل عن تطبيقه في حياتنا اليومية، عُرف قديما أن الماء يخفض حرارة الجسم، وكان آباؤنا وأجدادنا يستعملون في حالات الإصابة بارتفاع درجة الحرارة وهو وضع إناء به ماء بارد نوعا ما ثم يأخذون قطعة قماش ويضعونها داخل الإناء حتى تتبلل وتوضع على الجبهة (ناصية)، ومازال هذا العلاج باقيا إلى الآن دون معرفة السر في ذلك سوى أن الأجيال تتناقل تلك العادة على مر السنين للعلاج، حين قال الله لأيوب( ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ) ففيها فوائد كثيرة عٌرفت مع تقدم الدارسة والتطور الحديث من ناحية الركض (الجري) هو تحريك الرجل بقوة وتعتبر هذه الحركة مستعملة في العلاج الطبيعي، وكما أن عملية الركض تنشيط الحركة الدموية وتساعد على مرونة الجسم وزيادة المناعة والتئام الجروح، كما أثبتت دراسة أعدها المعهد الطبي عن حقائق جديدة في عملية الركض (الجري) وبين فيها الآثار الإيجابية على كبار السن بعكس دراسة سابقة قالت/ إنها تؤثر على مفاصلهم وتجهد القلب وهذا غير صحيح بل هي مجال تقوية ولها تأثير ملموس في زيادة قوة المفاصل والعضلات ما يجعل كبار السن المصابين بآلام الركب والمفاصل يحسون بتحسن مقارنة بالذين لا يمارسون هذه الرياضة، ولها فوائد وقيمة كبيرة في تحسين التنفس وتجعل من عضلات الرئتين أكثر قوة والأنسجة أكثر فعلية وهي ما يمكن من دخول كميات كبيرة من الأوكسجين وطرح ثاني أكسيد الكربون يفيد بذلك الدماغ وبالتالي يحسن عمل القلب والأوردة والشرايين الدموية، وكما أن أثناء الجري يحدث التعرق وهذا يفيد في إخراج السموم من الجسم، فذكر الطبيب ولفت براجان أفضل الطرق هي ممارسة الجري من مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيا بمعدل 25 إلى 50 دقيقة يومياً، مع مراعاة اختيار الأحذية الجيدة والأماكن المخصصة للجري، أما من ناحية الماء البارد - فوائده أنه يحفظ حرارة الجسم الغريزية (المناعة في الطب الحديث هي الحرارة الغريزية في الطب الإسلامي القديم) ويحفظ قوة الجسم حيث تهرب الحرارة إلى داخل الجسم مع وصول الماء البارد للبشرة فيتقوى الجسم بذلك ويتحسن هضمه لأن الحرارة اقتربت للمعدة والكبد وهما يحتاجان الحرارة لإتمام عمليات الهضم وتكوين الدم وتصفيته من السموم وهذا من المؤكد يحتاجه المريض (أما الماء الحار فهو يرخي الجسد ويسرب الحرارة الغريزية للخارج فيتكون البلغم فالجسم).
ومعظم المرضى أصحاب النوم الطويل الذين يلازمون الفرش لوقت طويل يرافقهم إمساك ويناسبهم شرب الماء البارد لمن يستطيع ذلك أو شرب ماء معتدل البرودة، وفي هذه الآية ورد الشرب بعد الركض لأنه يسبب صدمة للعصب الحائر (عصب يبدأ من الفم حتى الدبر) فيتنشط العصب وتتنشط عضلات الأمعاء فيذهب الإمساك لذا من يشرب العسل المذاب في الماء إن كان يعاني إمساكا يشربه باردا وإن كان يعاني من الإسهال يشربه دافئاً.
كما أن شرب الماء البارد يحقق تلطيفاً لدرجة حرارة البلعوم وهذه الشربة تغسل الكليتين وتنظفهما مما صب فيها من شوائب الدم، وبذلك يفرغ جسم الإنسان تماماً من الميكروبات وترده تلك الشربة معافى قد برئ مما أصابه من مرض كما حدث لنبي الله أيوب عليه السلام،وهو الاغتسال بالماء البارد، فعندما يغتسل الإنسان بالماء البارد فإن جميع خلايا الجسد بما فيها من شرايين تعاود الانكماش بعد التمدد وفي ذلك استجابة لما تحتاج إليه من مرونة تقيها الكثير من أمراض القلب والدورة الدموية والتعرض للماء البارد قد يعزز المناعة وذلك بزيادة مستويات خلايا الدم البيضاء ومعدل الأيض والذي قد يقلل من احتمال الإصابة بنزلات البرد والأنفلونزا وبعض أنواع السرطان ويحسن الماء البارد الدورة الدموية وبذلك يحسن بشكل عام صحة القلب والأوعية الدموية ويساعد في منع الإصابة بارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين وتوسع الأوردة، والماء البارد يساعد في ضبط درجة حرارة الجسم،يحفز الاستحمام بالماء البارد إنتاج الدهون البنية التي تحرق الدهون - والتي تعاكس الدهون البيضاء - وقد تزيد من سرعة الأيض في الجسم، وتقليل الاكتئاب لقدرة الماء البارد على تحفيز الجسم فإنه أيضا يحفز الدماغ وهو مصدر النورادرينالين والذي يقلل من الاكتئاب، كما يلعب الجهاز اللمفاوي دورا مهما في التخلص من فضلات الخلايا ونقل الإصابات - التي تحارب خلايا الدم البيضاء - وهي عملية تعتمد على انقباض العضلات. والاستحمام بالماء البارد يحفز هذه الانقباضات ويساعد في حركة الجهاز اللمفاوي، الاستحمام بالماء البارد يفتح الرئتين ويمكن من إجراء التنفس العميق مما يسمح للجسم بأخذ أوكسجين بكميات أكبر لمكافحة التعب، وجدوا أن الماء الساخن يجفف البشرة والشعر والأظافر ولكن الماء البارد يساعد في تضييق المسامات وتحفيز التخلص من السموم مما يجعل البشرة متوهجة، كما يغلق الجليدة مما يجعل الشعر أقوى وأكثر صحة، أن التعرض للحرارة يقلل من أعداد الحيوانات المنوية بالنسبة لذكور، وللوضوء فوائد كبيرة للجسم هو نوع من أنواع الاغتسال، ملاحظة عليك مراعاة احتمال قوة جسمك قبل استخدام الماء البارد لشراب أو الاغتسال فطبيعة قوة الجسم للتحمل تختلف من إنسان لآخر.