منصور بن عبدالله الغفيلي
مما بعث الطمأنينة والراحة في نفوس المواطنين ما اتَسم به عهد الملك سلمان من قرارات داخلية وخارجية عززت من مكانة المملكة في العالم، وزادتها قوة وتمكينا، وقد أفصح عن مستقبل هذه السياسة الخطاب الملكي الذي افتتحه خادم الحرمين بالرؤية الملكية الراسخة للقضية المحورية التي تهم الجميع وهي هوية الوطن ولطالما أكد عليها -حفظه الله- قبل توليه الحكم وهاهو يكرّسها ويكرّس معها صدقه والتزامه بمبادئه، حيث بيّن أن النهج القويم الذي سارت عليه المملكة العربية السعودية وما زالت، وهو مصدر عزها وقوتها هو التمسكُ بالكتاب والسنة والسير على نهج السلف الصالح وتحكيم الشريعة الإسلامية، والاعتزاز بقيم النبي «صلى الله عليه وسلم» وأخلاقه، وخصوصية هذا البلد بوجود الحرمين الشريفين، ورعاية ضيوف الرحمن، وكونها قبلة المسلمين، وهذا ما يجعل سياسة هذه البلاد المباركة منبثقة من هذه القضية متمحورة حولها، ثم قال: إن كل مواطن في بلادنا وكل جزء من أجزاء وطننا الغالي هو محل اهتمامي ورعايتي، فلا فرق بين مواطن وآخر، ولا بين منطقة وأخرى»، وهذا الاهتمام ينعكس في تحقيق الاحتياجات والمتطلبات التي فصله الخطاب في الصحة والتعليم والسكن وسائر مناحي الحياة، يقابل ذلك المسؤولية الملقاة على عاتق كل مواطن في المشاركة بتحقيق تلك التطلعات حيث يقول -حفظه الله-: «أتطلع إلى إسهام الجميع في خدمة الوطن»، فالجميع مسؤول ينتظر منه الكثير من البناء والعطاء، ويؤكد أيضا على العدل الذي يكفل حقوق الجميع ويدفعهم للعمل ويحيي في قلوبهم الأمل، حيث قال «أبناء الوطن متساوون في الحقوق والواجبات».
ولذلك كان من سمات الخطاب الواضحة الدعوة للاجتماع ونبذ الخلاف في قوله: «ونؤكد حرصنا على التصدي لأسباب الاختلاف ودواعي الفرقة، والقضاء على كل ما من شأنه تصنيف المجتمع بما يضر بالوحدة الوطنية»، وهذه مسؤولية سيادية أتبعها بالمسؤولية المؤسسية في تعزيز الهوية والانتماء والاجتماع، حيث قال: «إن للإعلام دورا كبيرا وفق تعاليم الدين الإسلامي الحنيف في دعم هذه الجهود وإتاحة فرصة التعبير عن الرأي، وإيصال الحقائق وعدم إثارة ما يدعو إلى الفرقة أو التنافر بين مكونات المجتمع، فالواجب على الإعلام أن يكون وسيلة للتآلف والبناء وسببا في تقوية أواصر الوحدة واللحمة الوطنية».
الخطاب الملكي لم يكن مجرد شعارات، أو دعايات، بل رؤية وخطة عمل لوطن عظيم، ومواطن يستحق الكثير، كان خطابا شرعيا بما يحمل من دلالات راسخة وتمسك بالمبادئ والقيم، وهو خطاب مسؤولية واستيعاب للتحديات الاقتصادية والأمنية والسياسية لقد كان خطابا لصنّاع القرار والتنفيذيين ليستمدوا منه الرؤية للإنجاز والإبداع والتخلص من عثرات البيروقراطية.
خطاب الملك سلمان خطاب اقتصادي يفتح باب تطوير الاقتصاد والعمل الحر، ودعم المبدعين، وهو خطاب للجهات الرقابية لمحاربة الفساد، والحفاظ على المال العام، فاللهم احفظ لنا بلادنا وولاة أمرنا ووفقهم لما تحب وترضى.