كتبتُ مقالاً في هذه الصحيفة الغراء بعنوان (هل لك بهذه الغنيمة يا خالد الفيصل؟)، كان ذلك في آخر عهد الأمير خالد الفيصل في الوزارة، وقد أعدت إرساله لمعالي وزير التعليم الحالي، وتحدثت فيه عن اقتراح تعاون بين البريد ووزارة التعليم لبرنامج إلكتروني خاص بالمدارس، يعتمد على تسجيل العنوان الوطني (واصل) لسكن الطلاب وهيئات التدريس ويكون مرتبطاً بإدارة التعليم ومن ثم الوزارة، وتركيب أجهزة تتبع خاصة بالمركبات معتمدة أيضاً على العنوان البريدي، يمكن من خلالها معرفة خط سير هذه المركبات وسرعتها عبر غرف تحكم تحوي شاشات وأجهزة اتصال، لتنظيم نقل الطلاب والطالبات والحد من الأنفس التي تزهق على الطرقات للمعلمات التي أصبحت للأسف ظاهرة، وبينت تجربة البريد السعودي في تتبع مركباته والتحكم بها معتمدا على أنظمة تعتمد على العنوان الوطني الذي يشمل جميع أرجاء البلاد، ولديها أنظمة ملاحة خاصة وأجهزة تتبع، وكنت ارمي أن تستفيد الوزارة من ذلك، وتطلع على تجربة البريد السعودي بدلا من تكرار الجملة الشهيرة (التعاون مع أكبر الشركات الأمريكية والعالمية) وقد بينت في طيات المقال فوائد اخرى لا أريد إعادتها هنا (يمكن الرجوع للمقال).. وكما يعلم الجميع أن اعتماد العنوان الوطني (واصل) وإلزام به الجميع من مواطنين ومقيمين هو تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء الموقر رقم (252) بتاريخ 24/4/1434هـ بشأن الموافقة على ترتيبات تفعيل المواد الخاصة بـ «عناوين الإقامة والعمل « بأن يكون عنوان محل الإقامة الذي أعدته مؤسسة البريد السعودي عنواناً معتمداً تترتب عليه جميع الآثار النظامية، وتوجيه الجهات الحكومية بربط تقديم جميع الخدمات بتسجيل العنوان الوطني (واصل).
ولقد ورد رد الوزارة على المقال تحت عنوان (وزارة التربية والتعليم.. تكشف: سيتم ربط نظام التتبع لحافلات النقل المدرسي) في العدد (15440) الذي ورد فيه.. (ضمن جهود الوزارة في أتمتة إجراءات العمل، بإدخال نظام العنونة للبريد السعودي (واصل) في جميع استمارات التسجيل للخدمة (ضمن نظام نور الوزاري)، للمدارس والطلاب والطالبات المستفيدين من الخدمة، وذلك منذ أكثر من سنتين، وحالياً يتم التسجيل في خدمة النقل المدرسي عن طريق نظام نور الوزاري).
الحقيقية أننا نثمن جهود الوزارة ونعرف جيدا أن مسؤولياتها كبيرة وهي مقبلة على نقلة نوعية في جميع النواحي إن شاء الله، لكن ما ذكرته الوزارة بأنها اعتمدت العنوان الوطني (واصل) في نظام نور منذ أكثر من سنتين هو أمر غير دقيق، وهو أيضاً للأسف ليس إلزاميا (والصورة توضح).
فالموجود في نظام نور العنوان والخانات التالية (اسم الشارع الرئيسي/ الشارع الفرعي/ رقم المنزل/ بجوار) أمر أكل الدهر عليه وشرب، واستبدل بعنوان وطني معياري يعتمد على أساس رقمي إلكتروني مرتبط بالإحداثيات الجغرافية، أتاح إسقاط جميع العناوين في المملكة على الخرائط الجغرافية الإلكترونية وأصبح العنوان البريدي السعودي موجودا في خرائط Google وغيرها من الخرائط العالمية، وأنتج البريد خدمة (المحدد) الذي يمكن عبره تحديد أي عنوان بكل سهولة وتقنية عالية، والعنوان الوطني يتكون من الخانات الآتية:
o رقم المبنى (4 أرقام)
o اسم الشارع.
o اسم الحي.
o الرمز البريدي (5 أرقام)
o الرمز الإضافي (4 أرقام)
o المدينة.
فليس على الوزارة إلا فتح خانات جديدة للعنوان الوطني في نظام نور، ويمكنها طلب مساعدة جهة الاختصاص في ذلك (البريد السعودي)، وتطبيق قرار مجلس الوزراء سالف الذكر بإلزام الجميع بالاشتراك به، وهي عملية لا تستغرق أكثر من خمس دقائق، حيث يمكن تسجيل العنوان عبر موقع المؤسسة www.sp.com.sa بتعبئة نماذج التسجيل المتوافرة على الموقع، ويتيح برنامج المحدد السعودي www.locator.com.sa لمن يرغب استخراج عنوانه والتسجيل، كما تقدم مؤسسة البريد السعودي الدعم وإجابة الاستفسارات عن التسجيل عبر مركز الاتصال الوطني للتعاملات الإلكترونية الحكومية (آمر) على الرقم 199099، وعلى الهاتف الموحد لمركز الاتصال الخاص بمؤسسة البريد السعودي رقم 920005700 أو في مكاتب المؤسسة المنتشرة في المملكة، وبمجرد اكتمال عملية التسجيل يصدر لصاحب العنوان إشعار برسالة نصية وبريد إلكتروني بالعنوان.
أما بخصوص قول الوزارة (انها بصدد الاستعانة بشركة أمريكية متخصصة في تخطيط المسارات للنقل المدرسي) فأقول إن الاستعانة بأي شركة عالمية دون الاعتماد على العنوان الوطني السعودي هو تضييع للوقت والمال، وعدم الاطلاع على تجارب الآخرين هو سوء في التخطيط لأي أمر كبر أو صغر، وأنا أتوقع من الوزير الجديد النشيط د. عزام الدخيل والقائمين على الشركة مراجعة كل هذه الأمور، وفتح باب تعاون بين الوزارة والبريد السعودي امر فيه مصلحة للجميع،، والله من وراء القصد.
عبد العزيز بن عبد الله الرشيد - مستشار معالي الرئيس - البريد السعودي