إن الدور الكبير الذي يقوم به خطيب صلاة الجمعة دور مهم في حماية المجتمع من المؤثرات التي تمر بها الأمة في أحلك ظروفها الحرجة، وهذا لا يتحمله فلان أو فلان وحدهم بل نتحمله جميعنا، ولكن كما يُقال إنه ليس كل سقوط نهاية فسقوط المطر أجمل بداية، ولهذا يجب على من تولى أمرهم بالكلمة ومنهم خطيب الجمعة أن يصدح بالتفاؤل وتخفيف المعاناة التي يمرون بها وليس مطلوبا منه كشف نفاق فلان أو تكفير فلان ولا مطلوب منه مدح فلان ولا ذمه أو الحديث عن الموضوعات الجانبية التي تمر بها الدول العُظمى ولا إخافة المستمعين وبث الرعب في نفوسهم من العدو أو غيره، بل عليه أن يأخذ الواقع الذي يعيشه مجتمعه ويُنزله على القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة لتتضح الأمور وينكشف الغموض وعليه أن يُخفف من معاناتهم اليومية والدنيوية، ويسعى جاهداً لبث روح السمع والطاعة وتوحيد الصف والدعاء لولاة الأمر والعلماء وطلب هداية العُصاة الذين يُرجى لهم هداية ورشاد، كما قال الحبيب عندما طلب بعض الصحابة منه الدعاء على ثقيف فرفع يديه إلى السماء فقال «اللهم اهدِ ثقيف»، حتى جاءته القبيلة جميعها معلنة إسلامها، وعلى الخطيب أن يبث في نفوسهم مكارم الأخلاق والصفح والعفو والحديث عن الأسرة التي أصبحت مفككة اليوم أكثر من ذي قبل نتيجة الأحداث الدخيلة على المجتمع المسلم والعربي وأن يدعو للإصلاح والصبر على الحياة وصعوبتها وعن الفقر الذي يمر ببعض أعضاء الجسد الواحد وغيرها من موضوعات يجب أن يعتني بها الخُطباء ويعيشها ليُخرج لأبناء الأمة الطُرق المناسبة لحلها وفق الرؤية الشرعية المُثلى.
- ريان بن علي التميمي