مهنة التعليم لا تساويها مهنة في الفضل والرفعة ووظيفة المعلم من أشرف الوظائف وأعلاها، ومهمة المعلم لا تقتصر على طرح المادة العلمية على طلابه فقط، بل يغرس في نفوسهم حقيقة الإخلاص والصدق وصقل الشخصية بطرق تربوية متعددة، لذلك فالطالب يتخذ من المعلم قدوة له بحيث يكون هذا المعلم نموذجاً يحتذى به في مختلف الجوانب السلوكية والأخلاقية والثقافية, فالمعلم عندما يعطي مثلاً عن الصدق وحسن التعامل مع الآخرين ويتحلى بالأخلاق الحميدة يقدم دروساً غير مباشرة للطالب، وعندما يحافظ المعلم على هدوئه واتزانه في مناقشة الآخرين فهو بذلك يعطي مثالاً للطالب في كيفية طرح ومناقشة العديد من الموضوعات بصورة عقلانية بعيدة عن الانفعالات، وعندما يواصل المعلم تقديم نماذج مختلفة من السلوكيات الجيدة التي ترفع منه تربوياً فإن الطالب بلا شك سيتخذه شمعه تضيء له مشوار حياته، وبالتالي يكون المعلم قد أسهم في صقل شخصية الطالب سلوكياً وأخلاقياً في آن واحد، حان الآن ليعود المعلم ذلك القدوة الحسنة لطلابه في وقت أصبحت متغيرات الحياة تسيطر على الجميع، فتواضع المعلم سبب كبير في إزالة الحواجز بين المعلم وتلميذه وبمقدار ما يكون الطالب قريباً من معلمه يتحصل على العلم بشكل أفضل، حيث يكون المعلم نموذجاً في حسن التعامل وممارسة الأخلاق الحميدة والسلوكيات الصحيحة فإن الكلمة الطيبة والعبارة الحسنة لها أثر في النفوس وتألف القلوب والعدل والمساواة بين الطلاب، وأخيراً ينبغي على معلمينا أن يحذوا حذو رسول الله -صلى عليه وسلم- فهو المعلم والمربي والقدوة لكل معلم ومعلمة، أخي المعلم أختي المعلمة إن الأمة تعلق عليكم آمالاً كبيرة لأنها قدمت لكم أغلى ما تملك، قدمت لكم ثمرة فؤادها وفلذة أكبادها.. فماذا ستفعلون؟
محمد بن رميزان الفوزان - متخصص في التربية الخاصة