عبدالرحمن بن سليمان الرويشد
دمعة حزن وأسى على رفيق الطريق ورصيف الدراسة وجار السكن الشيخ عبد العزيز بن عبد المحسن آل الشيخ (أبو صلاح).. كان - رحمه الله- من أوائل من التحق بدار التوحيد بالطائف ومن أوائل من حصل على شهادة كلية الشريعة بمكة المكرمة وشغل عدداً من إدارات التعليم بالأولية في كل من (الطائف) و(بلجرشي) و(أبها) وأخيراً (بيشة).. كما كانت سلالته العائلية هي الأقرب من بين أبناء عمومته آل الشيخ إلى الانتساب للإمام المصلح الشيخ محمد بن عبد الوهاب، حيث هو الشيخ عبد العزيز بن عبد الحاسن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن علي بن محمد بن عبد الله بن الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب.
وهكذا الموت يخفي زمرة النخب
من علية القوم أو من سائر الرتب
لا فرق إن كان من فرسان سابحةٍ
أو كان من فرقة الترويح واللعب
بالأمس غَيَّبَ عن أنظارنا علماً
يزهو به الفضل في محرابه اللجب
طوداً خسرناه والدنيا تمور بنا
أساي للفكر والتاريخ والأدب
ما إن تذكرت آباءً له سلفت
حتى تذكرت بيت العلم والشُهُبِ
من كل أبلج حفظ الدرس همتُه
يستسهل الصعب كي يدنو من الطلب الطلبِ
غذاؤه قصص تجبى لمحفظة
تنوء بالكتب والأقلام من قصب
آماله الغر تبدو في رسالته
ودعوة الناس للحسنى وللقُرَبِ
مقيد الطرف لا يرنو لخادعة
تدعوه للشر أو ترديه في النكب
* * *
يا ابن العليم الذي شاعت فضائله
بين الأنام وفي التاريخ والكتب
لا تحزنن فكم لله من منن
رغم التوعد بالتعذيب والغضب
* * *
قد مسك الضُر لا تأبه له أبداً
فإن أيوب لم يُعف من الكُربِ
فجدك القطب من شاعت فضائله
وخَلَّصَ القوم من شركٍ ومن حرب
حتى بدت أرضه من فضل دعوته
خلواً من الزيغ والتحريف والقُيَدِ
لا تيأسن ففضل الله مُتِسعٌ
صوب العباد وكم لله من أرب
يا بن الإمام الذي شاعت فضائله
وطهر الدار من رجس ومن كذبِ
وحقق القصد في فعل وفي عملٍ
حتى استبانت خيوط الحق للنجب
* * *
ثم الصلاة على من كان قدوتنا
في صبره الجمّ حين أقتيد للنوبِ
وآله الطهر من أتباع ملته
وصحبه الكُثر من عجمٍ ومن عربِ
ِما غرّد الطير في الأغصان منتشياً
وأمطرت سحب بالماء عن كثب