قذى بعينك أم بالعين عوار
أم ذرفت أن خلت من أهلها الدار
الخنساء ترثي أخاها صخراً
كم من خنساء بكت أخاها
وكم من خنساء بكت ابنها
ظروف الزمان والمكان جعلتني أتأخر في كتابة هذا المقال، بل مرار الألم جعلتني أتأخر أكثر
وقبل ما يقارب شهرين فقدت زميلي وصديقي علي بن عبدالله العرف فمنذ عيد الفطر الماضي وأنا أقاسي ألم الحزن عندما فجعتني تغريدات بأن علي العرف مصاب بمرض سرطان الدم.
وكان بعض الأحبة يهونون علي ويقولون: إنه مصاب بتكسر في الدم وخلال مرضه كنت أتواصل معه بـ(بالواتس أب) إذ إن ظروفه الصحية لا تسمح بزيارته وفي رسائله يحمد الله ويتشكر، وقبل وفاته بشهر أجريت معه مكالمة هاتفية وكان يقول: إنني أحسن ولله الحمد
في يوم الجمعة يوم وفاته كنت في رحلة برية ولمّا عدت ليلاً فجعت بعدة رسائل في هاتفي النقال تفيد بوفاته رحمه الله
جلست أبحث في بقية الرسائل عن رسالة تفيد متى الصلاة عليه....؟ فإذا رسالة تفيد بأنه تمت الصلاة عليه مغرب اليوم الذي توفي فيه يوم الجمعة.
بعدها لا تسأل عن البكاء والدموع التي انهمرت عليه رحمه الله.
أعرف علي العرف منذ عشرين عاما كان مشرفا لي في اللغة العربية ولم أسمع منه إلا الكلام الطيب خلال تلك السنوات، توفي والده قبل ثلاثين عاما فكان هو الأب وعمود البيت لأهله.
أول الفاقدين لعلي العرف هي والدته (أم علي).
وإن صخرا لتأتم الهداة به
كأنه علم في رأسه نار
علي العرف عن مئة صخر
ألا تلك المسرة لا تدوم
ولا يبقى على الدهر النعيم
ولا يبقى على الحدثان
عقر بشاهقهٍ له امٌّ رؤوم
علي العرف كم من محبٍ لك يقول
دفنت بكفي بعض نفسي
فأصبحت ولنفس منها دافٍ ودفين
يموت الأحبة فتموت اللذات
بموتك ماتت اللذات مني
وكانت حية ما دمت حيا
ايه يا علي
اهاج قذاء عيني إلا دكار
هدوء فالدموع لها انحدار
وصار الليل مشتملا علينا
كأن الليل ليس له نهار
علي العرف دائم يتطلع للمجد
إذا القوم مدوا بأيديهم
إلى المجد مد إليها يدا
وأخيرا
بكيتك يا عليُّ بدمع عيني
فلم يغن البكاء عليك شيّا
- سليمان بن إبرهيم الفندي