جميع شعوب الأرض لا تقوم إلا بأفرادها العاملين المخلصين، فمتى كان الفرد يحمل بين جنبيه همّ الرقي بمجتمعه في جميع مجالات الحياة حتماً ستكون لنا المكانة في مصاف الأمم المتقدمة التي لا ترضى إلا بالأمة العاملة المنتجة.
ينتظر منا المجتمع الكثير والكثير وأضعف الإيمان لو من باب رد الدين لهذا الوطن الذي احتوانا بين أحضانه احتواء الأم لطفلها الرضيع الذي تعتني به حتى يكبر لتنتظر منه بعد ذلك البر والإحسان لا الجحود والنكران.
نقف حائرين في بعض الأحيان من بعض التصرفات التي تصدر من بعض أبناء هذا المجتمع نتيجة انحراف فكري أو عقدي فتراهم يسعون للتخريب والتدمير والتفجير غير آبهين بكل ما يترتب بعد ذلك من آثار نفسية واجتماعية تخدم في المقام الأول أعداء هذا الوطن, وللأسف أن عقولهم تُدار من تنظيمات خارجية كل همها هو تخريب هذا المجتمع الآمن بشتى الوسائل, هذا المجتمع الذي لا يستحق الجحود من أبنائه.
أفراد هذا المجتمع الغالي: كونوا ايجابيين في مجتمعكم واسعوا إلى تطويره وابتعدوا كل البعد عن السلبية والنقد المتكرر (الهدّام) وكونوا صادقين في نقدكم البنّاء واجعلوا نقدكم من باب التقويم والتصحيح لا من باب التّشفّي والتجريح، واتركوا بصمتكم الخيّرة وبذرتكم الرائعة واتركوا وراءكم خطا واضحا يقرؤه كل من يأتي بعدكم من إخوانكم وأبنائكم.
أفراد المجتمع العاملون: بات من الطبيعي جدا في وقتنا الحاضر أن يبحث المجتمع عن أشخاص منتجين لا مستهلكين وعاملين أكثر منهم منظرين وليتذكر الجميع أن عمرهم الحقيقي هو ماذا قدموا وماذا أنجزوا ولا يُقاس بكم يوم قطعوا.
أفراد المجتمع الرائعون: من الرائع أن تكون لديكم إمكانات ومهارات ولكن تكتمل الروعة حينما تترجم إلى عطاءات , لذلك أحسِنوا فن استخدام واقع الزمن الحاضر الذي يكفل نجاحا لكم ولمجتمعكم وكونوا أعضاء فاعلين ومؤثرين فالمجتمع في هذا العصر لا يعاني من أزمة الأعداد فالخلق كثير وإنما تكمن أزمة المجتمع في نوعية الإنتاج.
أيها الفرد الرائع: أياً كان موقعك أو مركزك وكنت في مجال تقديم خدمة للآخرين فنصيحتي لك أن تحسن في الاستقبال وتخلص في الإرسال.
قبل الختام أقول: تُقاس الايجابية والفاعلية بين الأفراد والجماعات - على حد سواء - من خلال ما يقدمونه لمجتمعهم من عطاءات ومبادرات وخبرات يتمتعون بها وأقول للجميع (المجتمع ينتظركم).