الأحداث المتوالية على الساحة الدولية والعربية بشكل خاص تسير على منظومة واحدة وكأنه مرتب لها من السابق.. سبق أن كتبت عدة مقالات في هذه الصحيفة وعلى هذه الصفحات، توقعت ما سيحدث في اليمن وما يخطط له الإخوان قبل حكم مرسي، وعارضني الكثير وتلقيت انتقادات على ايميلي بأنني أستبق الأحداث وأتحدث عن أشياء لم تحصل.. وأنا أقول لهم جميعا إن الكاتب المتمرس ذا الخبرة الطويلة لا ينتظر حتى يرى الأشياء تتحقق أمامه ثم يكتب عنها، بل هو من يتوقع حدوث الأشياء ليس لأنه يعلم الغيب، والعياذ بالله هذا شيء ملكه عند رب العالمين.. لكن باستخدام الحواس خصوصاً الحاسة السادسة التي نكذبها كثيرا وهي تنبئ عن وقوع أشياء مهمة، ما ذكرته عن الإخوان سابقا بإمكان أي قارئ أن يرجع إليه فيتأكد أن ما ذكرته عنهم لم يكن استنتاجا اعتباطيا بل كان من واقع خبرة ودراية ومتابعة لأحوال الإخوان التي ليست خافية على كل ذي لب، وكذلك الأحداث في اليمن ما ذكرته وما توقعته حصل بالفعل وان اليمن يتعرض لخيانات مزدوجة وتواطؤ رؤساء، ونشرت هذه المقالات على صفحات الجزيرة، وما يجري من سكوت دولي غريب على أحداث اليمن وما جرى سابقا مع الإخوان. كما تعرضت في مقالات سابقة للحرب الداعشية وان هذه الزمرة خرجت للعالم بتخطيط مسبق وتواطؤ دولي آخر حتى صدقت نفسها بأنها دولة الخلافة، وهي في الواقع دولة الخراب والدمار.. وكذلك تعرضت في مقالات سابقة لرئيس النظام في سوريا الذي ينهش في أجساد شعبه والتواطؤ الدولي الواضح والمكشوف مع حكومته التدميرية، وما سبّبه من خراب ودمار في سوريا لا يمكن إصلاحه إلا بعد سنوات وسنوات وستبقى آثاره السيئة حديث الأجيال القادمة، فقد كان هولاكو القرن الواحد والعشرين وأتى بما لم يأت به هولاكو ولا غيره.. ولا أريد أن أستعرض وأعيد ما ذكرته في مقالاتي السابقة فهي موجودة على مواقع الإنترنت وعلى هذه الصحيفة، وبالإمكان الرجوع لها وقت الحاجة.
أما ما حدث في فرنسا فهو بلا شك صناعة اليمين واليسار المتطرف في فرنسا بمساندة أخرى من جهات لها مصلحة في الإساءة للإسلام والمسلمين، وخوف الأحزاب المتطرفة في فرنسا من الانتشار الهائل للإسلام في فرنسا والدول الغربية بشكل عام، وهي محاولة تعاونت فيها أكثر من جهة مخابراتية معادية للإسلام والمسلمين لصناعة قنبلة جديدة كما حدث في استغلال أحداث سبتمبر وغير ذلك من الأحداث المرسومة التي تحاول تصوير الإسلام بأنه دين قتل وإرهاب، متناسين ما يصنعونه هم من مصائب لكل الأديان ولكل العالم وأنهم مصادر الشر والمؤامرات في كل بقاع الأرض والتعاون الاستخبارات الغربي والأمريكي والإسرائيلي والإيراني اتضح في كثير من المواقف المشينة والمعكرة والتدميرية التي يشهدها العالم في كل أرجاء المعمورة، لكن المشكلة الكبيرة هي في السبات العميق للدول العربية خاصة والإسلامية عامة.. لماذا لا تعد العدة لمقاومة هذا المد الأفعواني الخطير؟ لماذا لا تحاول إقفال العديد من جحور الأفاعي على أراضيها؟ لماذا لا يكون هنالك أعلام موجه ومدروس للرد على شبهات الغرب واتهاماتهم للإسلام، وكشف زيف داعش ومن يدور في هذا الفلك والمؤامرات التي يدبرها الغرب ثم يحولها إلى الشرق ويشرف على تنفيذها ويتفرج على الصراع، بمعنى آخر ينقلون الصراع والخراب والدمار إلى غيرهم ويضربون المسلم بالمسلم بترتيبات خبيثة يدركها الخبراء في شؤون السياسة الدولية بلا شك.
أعود لأحداث اليمن فأقول: ما يحدث على الساحة اليمنية لا يخدم اليمن ولا مستقبله ويهدد دول الجوار والمستفيد إيران وإسرائيل ومن يساندهم، وعلى دول الخليج أن لا تسكت على بعثرة اليمن وتدميره لأن ذلك ليس في صالح الأمة العربية ولا الخليجية ولا يمكن السكوت على ما يحدث من عبث وتدخل سافر في شؤون اليمن وهو معروف ومكشوف، وعلى اليمنيين أنفسهم أن يعلنوها صرخة مدوية في وجه كل تدخل وفي وجه كل خائن لليمن وشعبه ومن باعه للأعداء.. والأيَّام القادمة كفيلة لكشف المزيد من الخونة والخيانات.