يتداول الكثير من الطلبة بالخارج عبر مواقع التواصل الاجتماعي خبر إيقاف ترقيات البعثات لمرحلة أعلى مثلاً من بكالوريوس لماجستير أو إلى دكتورة وذلك بعد أن تم حذف أيقونة ترقية البعثة من بوابة المبتعثين الإلكترونية وإرجاع الأمر إلى الوزارة.
الابتعاث هو استثمار بالعقول وهي تجارة ناجحة ولنطلع على تجارب الدول السابقة في ابتعاث أبنائها وكيف كان له مردود إيجابي لنمائها وتطورها. فماليزيا مثلا فهي بدأت تطورها باهتماماتها بالتعليم والابتعاث.
والصين بالرغم مما وصلت إليه الآن من قوة لاقتصادها إلا أننا نجد في أغلب الدول الغربية الطلبة الصينيين يشكلون النسبة الأكبر من مجموع الطلبة الأجانب، وكوريا الجنوبية التي تعتبر من الدول المتقدمة حالياً لم تكن لتتقدم إلا بابتعاث طلابها للخارج وما زالت حتى الآن تبتعثهم، والكثير من الدول لها تجارب إيجابية للابتعاث، وذلك بنقل الخبرات من الدول المتقدمة إلى بلادها.
والاستثمار في التعليم يختلف عن الاستثمار في رأس المال المادي، فإذا كان الاستثمار في رأس المال المادي يمكن التنبؤ بالعائد منه وقياسه في زمن محدد، فإن الاستثمار في رأس المال البشري لا تتحقق عوائده إلا على المدى البعيد، ولا يمكن قياس عائده بالمقياس ذاته لرأس المال المادي، ولا يمكن التحكم فيه بعامل الزمن، كما لا يمكن التنبؤ بعوائده بدقة، وذلك لتدخل عوامل كثيرة يصعب ضبطها.
فعند عودة الطلبة المبتعثين لأرض الوطن سوف يساهمون بنهضة بلادنا الغالية و دفع عجلة التنمية في جميع المجالات وسوف يكون مردودة إيجابياً للوطن وجعل مملكتنا الغالية في مصاف دول العالم الأول وأن نكون دولة صناعية متقدمة في جميع المجالات، فالابتعاث له من الإيجابيات الكثيرة التي تجعلنا لا نعيد النظر بإيقافه.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.