جدة - عبدالله الدماس:
أوضح الدكتور عبدالمنعم الشيخ، استشاري الأنف والأذن والحنجرة، رئيس برنامج زراعة القوقعة بمستشفي الملك فهد بجدة، أن من العوامل الرئيسة لإصابات الأطفال حديثي الولادة بالإعاقة السمعية هي زواج الأقارب بالدرجة الأولى. مطالبا في الوقت ذاته بضرورة الكشف المبكر حال ولادة الطفل، حيث إن اكتشاف ذلك مبكرا يسهل عملية العلاج حتى يتشافى الطفل. مبيناً أن نسبة الإصابة تصل إلى ما بين 3 إلى 5 حالات من كل ألف شخص.
وكشف الدكتور الشيخ، وهو أول طبيب سعودي أجرى عملية زراعة القوقعة على مستوى المملكة، خلال افتتاح ملتقى زراعة القوقعة الإلكترونية، أن الملتقى هدف للتركيز على النواحي النفسية لمرضى الإعاقة السمعية ومدى تأثيرها السلبي على المريض قبل العلاج، وكذلك توضيح التأثير النفسي الإيجابي الفعال بعد العلاج التي تقود المريض إلى الانسجام مع المجتمع وطريق التأهيل التي تساعده على الاندماج بسرعة ودور الأسرة الاستراتيجي في سرعة إحداث هذا الأمر.
وأضاف رئيس برنامج زراعة القوقعة، أنه تم مناقشة أحدث الطرق العلاجية في تأهيل الأطفال المعاقين سمعياً، وكذلك الفحوصات الوراثية وأهميتها في دعم البحث العلمي، والاطلاع عن كثب على أهمية عملية تأهيل الأطفال بعد زراعة القوقعة وبرامج دعم الأسرة.
مشيراً إلى أن زراعة القوقعة الالكترونية وسيلة من الوسائل التي قدمها تطور البحث العلمي في السنوات الأخيرة وذلك لمساعدة الصم على تجاوز إعاقتهم وتسهيل اندماجهم في المجتمع.
من جهتها أبرزت الأخصائية النفسية الإكلينيكية أمل الجعيد، أهمية العوامل النفسية عند ذوي الإعاقة السمعية وطرق علاجها، فقالت: يلاحظ أن الأطفال ذوي الاعاقة السمعية يميلون إلى العزلة نتيجة لإحساسهم بعدم المشاركة أو الانتماء إلى الأطفال الآخرين، كما أن بعض الدراسات تشير إلى أن الأطفال الصم أكثر عرضة للضغوط النفسية والقلق وانخفاض مفهوم الذات، ويلاحظ أيضا أن الأطفال الصم أكثر عرضة لنوبات الغضب، وذلك بفعل الصعوبات التي يواجهونها في التعبير عن مشاعرهم، ولنفس السبب نجد أن الأطفال الصم يعبرون عن غضبهم وإحباطهم بعصبية ويظهرون ميلا أكبر للعدوان الجسدي.
من جانبه أكد الدكتور سعيد الشيوخ، استشاري طب الأمراض النفسية، على أهمية زراعة القوقعة الالكترونية باعتبارها أحدث ما قدم البحث العلمي لمرضى الإعاقة السمعية للاندماج في المجتمع، ولعل هذا ما يفسر ما قدمه أحد المرضى من فنون مسرحية.