لم يكن تعيين معالي المهندس عبدالله بن عبدالرحمن المقبل وزيرا للنقل بالأمر المستغرب فهو المهندس الماهر الذي عرفته كل طرق المملكة في فيافيها وصحاريها الممتدة شمالا وشرقا وجنوباً وجبالها الشم في غرب الوطن وجنوبه، هو المهندس العالمي الذي يرأس الاتحاد الدولي للطرق الذي يجمع كل طرق العالم في اتحاد واحد وحصل على جائزة عالمية من هذا الاتحاد تمثلت في جائزة رجل العام 2007 نظير جهوده الاستثنائية في تطوير هذا الاتحاد والنهوض بأبحاثه وعضويته في كثير من لجانه وهي جائزة للوطن تثبت أن أحد مهندسيه ورجاله الأفذاذ وصل إلى مستوى عالمي متميز، وهذا تعكسه طرق المملكة التي لا أعتقد أن دولة في العالم حتى المتقدم وصلت إليه في مستوى التنفيذ وجودة التخطيط لشبكة الطرق السريعة لدينا رغم أن بلادنا تشبه القارة في اتساع مساحتها ولا شك أن معاليه تولى ملفاً من أكثر ملفات التنمية أهمية، فالطرق هي شرايين التنمية وعمودها الفقري إذا تكاملت مع شبكة السكك الحديدية التي تشهد مرحلة بناء ضخمة في كل أنحاء البلاد وما يبعث الأمل هو القدرة الإدارية الفذة لدى معالي المهندس عبدالله المقبل وخبرته الفنية والهندسية العالمية، وذلك في مواجهة كثير من المشاريع المتعثرة للطرق والتي تعود لأسباب متعددة سيكون معالي الوزير أكثر رجل في المملكة خبرة بها وهو الأقدر على حلها بفكره الاستراتيجي الممزوج بالخبرة الفنية والهندسية العالمية، ولا شك أن معاليه سيضع أولويات مهمة لهذا الملف التنموي الهام وأحسب أن معاليه سيضع أولوياته الهامة كما يلي:
أولاً: الطرق الدائرية حول المدن وداخلها وهذه الطرق خطط كثير منها بعد نمو المدن وزيادة كثافتها البشرية والمرورية والخدماتية مما جعل كثيرا من هذه المشاريع تتعثر وتواجه صعوبة بالغة في التنفيذ وأحسب أن الأولوية في التنفيذ يجب أن تعطى لإنهاء هذا الملف وذلك للارتباط المباشر لهذه الطرق الدائرية مع مشاريع (النقل العام) داخل المدن والتي هي في طور التنفيذ أو الدراسات والتصاميم فوجود طرق دائرية (حرة الحركة) حول المدن وداخلها ستفك اختناقاتها وتسهل الانتقال بين أجزائها وهذا سيقلل من تكاليف إنشاء شبكات النقل العام بشكل كبير حيث إن الحاجة لشبكات النقل العام نشأت بعد اختناق كثير من المدن وتأخر زمن الرحلات عبرها بشكل كبير.
ثانياً: كثير من الطرق المحورية الهامة والتي تربط بين مناطق المملكة شهدت كثافة كبيرة تفوق طاقتها الاستيعابية وخاصة الطرق المنطلقة من مدينة الرياض والتي تربط العاصمة مع الشمال والشرق والغرب وخاصة في الإجازات الأسبوعية وهذه الطرق بحاجة عاجلة إلى تدخل سريع يتمثل إما في زيادة طاقتها الاستيعابية لمواجهة الزيادة في أحجام المرور الكبيرة أو فتح طرق بديلة لها وإيجاد مسارات جديدة لها لتوزيع الحمل المروري يتمثل في بعض الحلول منها:
1- إيجاد طرق مستقلة للشاحنات التي تمثل النسبة الكبيرة من الحجم المروري والتي بدأت تحتل مسارات أخرى من الطرق غير المسار الأيمن وتدمر كثيراً من الطرق بالتمدد ولا شك أن الطرق وضعت لهدف تنموي ولسهولة نقل البضائع ولكن حجمه الكبير وتدميرها للطرق وحوادثها المروعة تتطلب مثل هذا الحل الذي تتخذه كثير من دول العالم.
2- زيادة الطاقة الاستيعابية للطرق السريعة بزيادة مسارات خاصة للشاحنات.
3- مرور طرق النقل العابر في المدن شكل هما على المدن زاد من الازدحام المروري بها فعلى سبيل المثال الشاحنات التي تعبر من شرق المملكة لغربها أو العكس لا بد أن تمر في الرياض مضيفة عبئاً على طريقه الدائري ثم تمر في الطائف وتدخل في طريق السيل الكبير الجبلي بأعداد هائلة مربكة حركة الحجاج والمعتمرين ثم تتجه إلى مكة ثم طريق مكة-جدة وفي عودتها تسير ببطء صعوداً عبر طريق السيل الكبير مربكة مربكة حركة الحجاج والمعتمرين مرة أخرى، وعلى هذا فمن الممكن فتح طريق سهلي وغير جبلي منطلقا من المويه متجها إلى جدة تعبره الشاحنات بسهولة وإزاحتها عن كل من مكة المكرمة والطائف وطريق السيل الكبير.
4- لا شك أن لدى وزارة النقل خططا طموحة لإنشاء محاور وطرق للنقل بين أجزاء المملكة المختلفة تختصر المسافات وتساهم في حركتها التنموية مثل محور الشمال الجنوب حيث لا يوجد محور رئيسي يمر بوسط المملكة وذلك لتخفيض زمن الرحلة الطويل والحوادث المرورية التي تحصل للمسافرين بسبب الطرق المفردة أو التي يضطرون إلى سلوكها وهي على غير وجهتهم وإنما بسبب عدم وجود بديل آخر لها.
5- مشاريع النقل العام داخل المدن مشاريع طموحة والتي ستتولاها هيئة النقل العام ولابد من التكامل معها في الطرق المحورية المارة داخل المدن والتي توليها وزارة النقل اهتمامها إضافة إلى ارتباطها العضوي مع شبكات النقل العام خارج المدن بواسطة شبكة سكك الحديد التي تنشأ حاليا وأحسب أن وجود خطط واضحة للطرق المحورية المارة بالمدن سيعطي رؤية واضحة لشبكات النقل العام داخل المدن
وأخيراً أهنئ مدن المملكة وطرقها بمعالي المهندس عبدالله المقبل وأقول أعطيت القوس لباريها.
- الملحق الثقافي السعودي بماليزيا