كتب معالي مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس مقالاً شائقاً عن الابتعاث نشرته جريدتنا جريدة (عكاظ) الغراء في عددها 5018 الصادر يوم السبت 23-5-1436هـ الموافق 14-3-2015م. بعنوان: (رُسُلُ بلاد الحرمين).
استعرضَ فيه حكمة قيادة المملكة العربية السعودية من برنامج الابتعاث الخارجي، جازماً بخطأ من يقول بأن الهدف الأساسي من برنامج الابتعاث الخارجي هو الحصول على الشهادة فقط، بل عدَّ هذه النظرة نظرة قاصرة لأن الابتعاث الخارجي وأهدافه أبعد من هذه، لأنه إذا كان كذلك لكان الحصول على الشهادة من جامعات المملكة ذات المستوى الأكاديمي العالي المرموق دون مشقة وتعب ونصبَ السفر.
وذلك صحيح، لأن المبتعث وهو يتهيأ للسفر مودعاً مليكه صاحب الفضل عليه - بعد الله عز وجل - مستودعاً دينه ووطنه وأهله، مستذكراً دعاء السفر، مستعيذاً بالله من كآبة المنظر وسوء المنقلب، واضعاً نصب عينيه الهدف السامي والنوعي في هذا البرنامج الذي لم يشهد التاريخ له مثيلاً.
ولذلك، لا نستغرب أن يعود أبناؤنا المبتعثون، وقد حصدوا الثمار اليانعة وكللوها بالنجاح الباهر، كما جسّدها الدكتور عساس في تجربة ابتعاثه ودراسته في (ويلز)، وهو الذي كان يقيم (حفل شواء) ليس من أجل الشواء، لكن ليجذب برائحته المميزة كفكرة منه، فيطلعهم على ثقافته السعودية الراقية، ويطلع على ثقافة الآخرين من خلال الاحتكاك بهم والتعايش معهم، ليس ذلك فحسب بل قدم معالي مدير جامعة أم القرى خلال فترة ابتعاثه السلوكيات الإيجابية، وكان نموذجاً في التعاملات الحياتية مع أبناء القرية الريفية هناك، فأثّر بأخلاقياته العالية فيهم كما أثّر في العجوز (رونا) التي أضحت تزكيه وتذكره بخير وتثني عليه، فكان سفيراً حقيقياً محققاً هدفاً إستراتيجياً من ابتعاثه يجذب بشكل مذهل كل من يراه ويقابله ويتعامل معه.
فهذه التجربة الناجحة التي قدمها معالي مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس، يجسّدها أبناؤنا المبتعثون هنا في ماليزيا، وفي كل دول الابتعاث مع الفائدة العلمية المرجوة من الجامعات المرموقة الموصى بها التي تضم نخبة من العلماء والمفكرين، وتضم في جنباتها التجهيزات والتقنيات والتكنولوجيا الحديثة والمعامل والمختبرات، وهكذا يتلقى أبناؤنا الكثير من المعارف والعلوم، ويحققون التواصل الثقافي والحضاري، ويرفعون راية الوطن في كل تلك المحافل، ويمثلون مملكة الإنسانية بالتمثيل المشرّف والمشرق.
ومن هنا يتبين أن الابتعاث له دور محوري في إبراز الثقافة الوطنية التي يعززها أبناؤنا في كل دول الابتعاث.
الملحق الثقافي السعودي بماليزيا