إن معيار نجاح وتميز المنشآت والمصالح النفعية سواءً الحكومية أو الأهلية، سرعة الإنجاز وجودة الخدمة للعملاء، ومع تطور تقنيات الاتصال وميكنة الإجراءات بأنظمة الحوسبة الإلكترونية باتت الخدمات على درجة من التنظيم والجودة واختصرت الكثير من الجهد والوقت، وظهرت ثقافة الحجز الإلكتروني المسبق والإنجاز عن بعد وبقيت بعض من الثقافات القديمة ومنها ثقافة الطوابير Queue Culture وهي ثقافة ضاربة في القدم في المجتمعات الحضرية ونشأت مع بداية الدواوين والدوائر الحكومية وكرستها المدارس لتأكيد النظام واحترام الغير وإشاعة أجواء العدل والمساواة.
وفي وقتنا الحالي بدأت بالتلاشي وخاصةً في المصالح الحكومية وأستُحدِثت العديد من الأساليب والحلول المبتكرة مثل التوزيع الإلكتروني للأرقام وبشكل حضاري يتناسب مع طبيعة المجتمعات المتحضرة، بينما ما زالت ثقافة الطوابير مشاهدة وملاحظة بقدر أكبر لدى القطاع الخاص وخاصةً البنوك وتحديداً مؤسسات تحويل الأموال وبشكل متكرر مع زيادة النمو السكاني.
وهناك بعض التشوهات والمشاكل في بعض مؤسسات تحويل الأموال التي لا تستخدم آلية التوزيع الإلكتروني للعملاء،!، وهذا يعيشه كل من لديه عاملة منزلية!.
وفي مقدمة هذه التشوهات، لحظة دخول العملاء لمؤسسة التحويل بشكل عشوائي وبتدافع غير حضاري،! للحصول على الأولوية في الخدمة، وكذلك قلة الموظفين..!، وأكثرها سوءاً فتح الاستقبال لموظف متأخر حيث يعمد المسؤول لطريقة خاطئة في تقسيم صف الطابور من المنتصف وهذا خطاء فادح فيه ظلم للمراجعين، وحله في استخدام نظرية الأرقام الفردية والزوجية، وتقسيمها على موظفي الاستقبال، وهي طريقة بسيطة وناجحة ومُرضية للجميع، ومن التشوهات كثرة شبابيك الصرافين tellers وقلة الموظفين!.
ومع ما نعيشه من أمن واطمئنان ورغد العيش نتقلب في هذه النعم التي أنعم الله علينا بها في ظل قيادة تسعى لكل ما من شأنه مصلحة ورفاهية المواطن والمقيم على حد سواء.
وختاماً، تبقى ثقافة احترام الغير والمساواة والعدل مطلب وحاجة ملحة للمجتمع، وتظهر أهمية التطوير والاستفادة من تجارب الآخرين بما يتناسب مع الحاجة لرفع درجة الأداء وتأصيل الجودة واختصار الوقت والجهد ديدن لمن يسعى للنجاح وبلوغ الطموح المأمول لصاحب المصلحة والمستفيد، وفق الله الجميع لما فيه خير الدارين.
sh1ksa@yahoo.com