نحن مجتمع مسلم أكرمنا الله وأعزنا بالإسلام وفضائله المتعددة، ولله الحمد والمنة، فالواجب علينا التحلي بهذه الصفات الطيبة التي ترتقي دوماً بأخلاقنا للأفضل، وأيضاً في تصرفاتنا وسلوكياتنا في شتى مجالات الحياة، ولكن للأسف هناك البعض من الناس بتصرفاتهم الخاطئة يخالف ما حثّنا وأمرنا به ديننا الحنيف، فنشاهد منهم تصرفات سلبية لا تليق بالمسلم ولا بأخلاقه ولا بالذوق العام في الأماكن العامة التي هي ملك للجميع وليست لشخص بعينه، فحينما نشاهد من يقوم برمي المخلفات من سيارته وهو يمشي بالطرقات العامة أو داخل الأحياء أو بالأسواق دون حياء فماذا نسمي تلك التصرفات السيئة من هؤلاء الناس؟ أو عند قيام البعض بقذف سيجارته من سيارته بكل وقاحة واستهتار وهي مشتعلة، وكأنه يسير في صحراء جرداء لا يوجد بها سواه من البشر غير مبالٍ بأن هذه السيجارة ممكن أن تتسبب في كارثة -لا سمح الله-، خصوصاً أن لدينا بعض السيارات القديمة التي عفا عليها الزمن تسرح وتمرح في البلد تفتقد لوسائل السلامة على ما هو حاصل من كثافة مرورية، ألا يوجد لديك طفاية مخصصة للسجائر بسيارتك، فلماذا لا تقوم باستخدامها وتعوّد نفسك على الترتيب والنظافة بدلاً عن هذا السلوك الخاطئ وغير الحضاري لك ولمجتمعك، فالنظافة من الإيمان أخي المؤمن وإماطة الأذى عن الطريق صدقة، فليس من أخلاق المسلم فعل هذا التصرف، فلماذا تعمل على إيذاء الناس ومضايقتهم؟ ولماذا لا تشارك في المحافظة على نظافة بلدك (فالمؤمن من سلم الناس من لسانه ويده).
أيضاً من المضايقات نرى أنواعا من البشر يقومون بإفراغ طفاية السجائر في أماكن عامة كالمواقف وأمام المحلات وعلى الأرصفة وأمام الملأ دون حياء أو خجل من أنفسهم، متجردين من الذوق والأخلاق وكل ما نهانا عنه ديننا الإسلامي.
أيضاً من المشاهد المقزّزة والمنفرّة قيام البعض -أعزكم الله- بالبصق في أي مكان، لا يلقي بالاً لمشاعر من حوله من المارة وكأن البلد بها أزمة مناديل، لماذا يا أخي المؤمن كل هذه التصرفات غير اللائقة بنا كمجتمع مسلم؟ لماذا -هداك الله- تصرّ على ارتكاب الخطأ وتورّثه لمن بعدك من الأجيال؟ شيء مؤسف حقاً، فإذا لم تبدأ بتهذيب نفسك والإصلاح من أحوالك بالإقلاع عن تلك العادات التي تعطي انطباعا عن عدم نظافتك ونظافة محيطك الذي تعيش به، فكيف ترضى بتلك المشاهد التي بيّنها الإسلام لما فيها من الأذى والضرر، فكن مواطناً صالحاً واجعل قدوتك في الحياة نبيك (عليه أفضل الصلاة والتسليم).
لا بد وأن نعلم بأن هناك أسبابا أدت إلى ارتكاب مثل هذه المخالفات؛ منها غياب التوعية الغياب التام في كل وسائل الإعلام وخطب المساجد والمدارس والجهات ذات الصلة مثل الأمانات، وغيرها الكثير في مجالات عدة تفتقد إلى وجود التوعية سبق أن ذكرتها في مقالات سابقة، السبب الآخر عدم وجود نظام يمنع مثل هذه التصرفات فلو علم هذا المخالف أن هناك غرامة ستطبّق بحقه لأعطى الطريق أو المكان العام حقه وتقيّد بالأنظمة والتزم بالأدب وعوّد نفسه على المحافظة بالذوق العام شيئاً فشيئاً حتى يكون لديه ثقافة وإدراك بأن هذه الممارسات والسلوكيات لا تصح أبداً وتتنافى مع مبادئنا وقيمنا التي أمرنا بها الدين الإسلامي ونهتنا عنها أخلاقنا.
Fahad0.aa39@gmail.com