مشاعرنا تشاركنا حياتنا بل نعيش بها وتعيش بنا, فمن المستحيل بأن نَمُر على موقف بدون إظهار أي شعور.. إلا في حالة الصدمة!.. بأي شخص أو من أي شيء لم يكن بالحسبان, فعندها تتعذَّر المشاعر والعواطف مؤقتاً.. حتى يعود إلينا الاستيعاب ثم ننهار بأي أنواع المشاعر والعواطف.
عندما تريد أن يفعمك محبوبك بالعطاء بينما هو سخي على غيرك بهذا، وتعاتبه لِمَ كل هذا العطاء لذلك الشخص؟ فهذا لا يعني بأنك تصارع شعور الحسد!.. بل تود بأن تكون أنت الأهم.
عندما يهتم بك محبوبك وتجد ضِعف بل أضعاف اهتمامه بك ينهال على شخص آخر وتعاتبه حيال ذلك هذا لا يعني بأنك أناني الطبع بل! تود بأن تكون موضع الاهتمام.. وهكذا.
هناك مبررات لأفعال لا تعني في أذهان معظم الأشخاص إلا صفات سيئة نابعة من مشاعر سيئة، بينما لها معنى آخر نابع من مشاعر محبة متعاطفة.
فلنحاول بألا ننظر لكل شيء من زاوية واحدة، فالزوايا إن قلت فهي ثلاث, فالكثير من الناس يبدأ بالاشتعال إزاء موضوع لم يفهم معناه أو ربما فَهِمُه على طريق الخطأ, فيبدأ باللوم والسباب وربما يكتفي فقط بالنظر بعين حاقدة, بدون محاولة منه لإعطاء الشخص الآخر من وقته ليشرح له, فربما نتحامل على أشخاص وننظر لهم بأنهم الأعداء اللدودون، وهم من أوائل الأشخاص الحريصين على مصالحنا.
وفي بعض الأحيان نحكم على شخص بأنه صاحب تصرف معين سيئ ونكِن المعاداة وربما نجهر بها, وتمضي الأيام ويتوارى ما تخفي نية هذا الشخص من سِلْم ومحبة والعكس هي الصدمة التي لا تُنسى: عندما تظن بأن هذا الشخص هو الصادق الصدوق وتمضي الأيام.. ويتوارى ما تخفي نيته من صدأ يشوه صورته كلما ذكرناه.
فالمغزى من ذكر ما سبق, أننا في بعض الأحيان لا نمنح مشاعرنا وعواطفنا الوقت الكافي لكي تتكيَّف مع الحدث، ففي بعض الأحيان نغضب غضباً شديداً من شيء نود لو أننا لم نفهمه ولم نتصرف معه بالطريقة الخطأ, لكن نحن غالباً ما نستاء وربما نشعر بتأنيب الضمير عندما نمنح المشاعر السيئة الوقت لتتفاعل مع الحدث, لكن العكس لا يشعرنا إلا بالعكس.
كما أنه من الواجب علينا بأن نحكُم مشاعرنا, لا نسرف بها ولنُحافظ عليها بقدر المستطاع, لأن مشاعر الشخص وعواطفه هي الوحيدة المتكفلة بالحفاظ عليها، فإن أحببت لا تفرط بالمحبة إلا بمحبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.. وإن كرهت حاول بألا تمقت فربما يحسن إليك من كرهت أو يخرجك من مأزق.
وتصرف باعتدال فليس هناك من يستحق المحبة الجمة أو الكره الجم، فمن أحببته لن يدوم لك، ومن كرهته لن يُمسِك رزقك أبداً.
- الطائف