لقد مضى زمن طويل على الحروب القبائلية والحروب الفئوية والحروب العنصرية والحروب من أجل الاجتياح والاحتلال، وكانت الأسلحة المستخدمة تتراوح ما بين الخناجر والسيوف، ثم تطور الأمر إلى الرماح والنبال حتى وصل إلى كرات المنجنيق، وكانت الوسيلة الخيول والجمال وأحياناً مشياً على الأقدام ثم تطورت الأسلحة والمراكب وظهرت البنادق والمسدسات وتطورت الأهداف من الاستيلاء على الماء والعشب إلى الاستيلاء على الأراضي وفرض السيطرة على المناجم والمزارع والبلدان الضعيفة.
ثم بدأت الحروب العنصرية والدينية المقاتلة أصحاب الأديان والمعتقدات المخالفة وتطورت الآليات إلى المدافع والرشاشات وتطورت وسائل النقل إلى العربات السريعة والدبابات والطائرات والصواريخ العابرة للقارات وشملت معظم دول العالم والشرق الأوسط على وجه الخصوص.
أما الحروب من أجل الاجتياح والاحتلال فقد بدأتها تركيا التي كانت تسمى في ذلك الوقت الدولة العثمانية ثم سقطت الدولة العثمانية، وأخذت زمام المبادرة دول أخرى مثل إنجلترا وفرنسا وإيطاليا، وكان الهدف منها الحصول على المواد الخام واستخدمت فيها جميع الأسلحة بما فيها السفن الحربية والغواصات.
أما الجديد في الوضع الآن فهو حرب العصابات من أجل الاجتياح وأيضاً من أجل الاستيلاء على الثروات والمقدرات التي تمتلكها الشعوب باسم الدين والدين منها براء.
وتعتبر المملكة العربية السعودية مهبط الوحي وقبلة المسلمين في جميع بقاع الأرض شمالها وجنوبها شرقها وغربها والدولة التي تكاد الوحيدة التي تطبق الدين الإسلامي على الوجه الصحيح بكل اعتدال، وقد بدأت منها الدعوة لحوار الأديان من أجل التقريب بين البشر، وحتى لا تكون المعتقدات أداة للتفريق بين البشر، ولكن من أجل التعايش السلمي بين البشر، وما إنشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار لدليل على ذلك، الذي أمر به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عليه سحائب الرحمة والمغفرة.
وهناك جماعة تسمى داعش دأبت على القتل وذلك بتفجير أنفسهم في وسط الأسواق والجماعات، واجتياح المناطق التي بها بترول للاستيلاء عليها عنوة وقتل الأبرياء وسبي النساء والأطفال واتخاذهم دروعاً بشرية، كما بيّن ذلك تقرير الأمم المتحدة.
وتتخذ داعش من المناطق التي تحتلها في العراق وسوريا قاعدة توجه منها الضربات للدول المجاورة، وقد أرسلت الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من ثلاثمائة من الخبراء لتدريب الجيش العراقي على حرب العصابات، ولم يفلح الأمر، فرغم مرور أربعة أشهر على هذه البادرة لم نرَ نهاية لداعش، وما زالت تهدد المنطقة ولن يفيد فيهم إلا الحرب البرية من أجل القضاء عليهم أما حرب الطيران فلن تجدي، فهم موجودون على الأرض ويحصلون على الأسلحة المتطورة التي يجب تجفيف منابعها من بعض الدول والمنظمات الإرهابية ثم جاءت مبادرة التحالف الدولي لضرب المناطق التي تحتلها داعش بالطائرات، ورغم مرور ما يزيد على ثلاثة أشهر لم تأت هذه البادرة بثمارها.
وبالأمس القريب أظهرت وسائل إعلام داعش طياراً من الطيارين الذين ساهموا في ضربات التحالف الدولي من الأردن وهو (الملازم أول معاذ الكساسبة)، «وهي تحرقه في قفص حديد»، رغم أن الإسلام حرّم حتى حرق النمل وأن لا أحد يعذب بالنار كائن ما كان إلا الله سبحانه وتعالى يوم القيامة، فكيف بالإنسان وكان الرسول عليه الصلاة والسلام يوصي بعدم قتل النساء والأطفال في الحروب، فديننا دين سماحة وتعايش مع جميع الأديان، ولا يسمح حتى بقطع الأشجار، فما بالنا بالإنسان.
وقد أمرنا الإسلام باستخدام عقولنا وألا نسير وراء الشعارات الهدامة المغرضة وقد بدأت الأردن في ضرب أهداف داعش على الحدود السورية، فما كان من داعش إلا أن قتلت إحدى الرهائن الأمريكيات وادعت بأن غارات الأردن هي قتلها.
وقد قامت داعش بقتل العديد من الرهائن بقطع رؤوسهم وهم يعفون لحاهم تعبيراً عن التدين، والدين الإسلامي منهم براء، فهي دعوة إلى العنف الأرعن وتصدير الإرهاب، ويجب الوقوف أمامهم بتكتيك قوي يعيد للإسلام سماحته ويمحو الصورة السيئة التي صدرتها داعش لجميع الدول عن الإسلام.
وهذه منظمة فعلاً قامت على الإرهاب وتكفير المسلمين من شعوب وحكام وديدنهم القتل والأسر وإطلاق النار على الأفراد بعد أسرهم وقتلهم ودفنهم جماعات فأي دين هذا؟ وأي إسلام الذي يتزعمهم قائدهم (البغدادي)؟ ومع الأسف أنه يدعي أنه يحمل مؤهلاً في الشريعة الإسلامية ولكنه انكشف أكثر مما كان أمام الدول غير المسلمة، وقد تكون كافرة أن هذه المنظمة فعلاً منظمة إرهابية ضد الإنسانية وضد جميع الأديان. اللهم احفظ بلادنا من كل سوء ومكروه وأدم علينا نعمة الأمن والأمان في ظل قائد مسيرتنا خادم الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير مقرن بن عبدالعزيز -حفظهما الله-، وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين.