في مفهوم ظل سائداً ردحاً من الزمن أن أطر العلاقة بين الأب وأفراد أسرته منحصرة في تأمين المأكل والمشرب والمأوى، والكساء، وقد ساهم في ديمومة ذلكم الفهم القاصر ظاهرة التوريث بين الآباء وأبنائهم، علاوة على كون غياب التواصل مع العالم الخارجي في عهود طويلة بسبب ضعف التقنية، مما جعل الفرصة قائمة لتكريس العديد من المفاهيم، ولكن بعد التحول الكبير والثورة المعلوماتية الحادثة اليوم، أصبحت مسؤولية حماية فكر الأبناء مشتركة بين جميع فئات ومؤسسات المجتمع الحكومية والخاصة، لتكون سياجاً وحصناً مانعاً من تسرب أفكار شاذة وهدامة ودخيلة، سعى ويسعى دعاة الفتنة والانشقاق لبث ونشر سمومها عبر أغطية عدة ساعدهم في الوصول للتغرير بفئة الشباب توظيف التقنية في استقطاب وغسل الأدمغة، ومما يؤكد مدى خبث وسوء سريرة دعاة الفتنة والشر أعوان الشيطان.
دربوا على سربلة الأفعال المشينة بسربال الدين الذي يبرأ إلى الله من جرائمهم ولقد أنتجت لنا تنظيم القاعدة مسخاً مشوهاً تنفر من أفعاله الأنفس وتشمئز منه الفطر السوية فهذا المولود المسخ داعش رمز للبؤر التي تعج بلوثات العقول وانحرافات المعتقد والدين، فلنستيقظ من سباتنا ونهب لحماية أجيالنا بكل ما أوتينا من عدة وقوة.
ونضع أكفنا في أكف الأجهزة الحكومية المعنية بشؤون الفكر والسلوك ولتكن البداية من البيت منذ نعومة الأظافر، فالأسرة هي اللبنة الأولى والأساس في المجتمعات كافة على مر الأزمنة والعصور، ومن ثم قيام مؤسسات المجتمع المتعددة الأخرى برسالتها، والله من وراء القصد.