تضع الجامعات إمكاناتها واستراتيجياتها بما يصب في خدمة المجتمع وتعليم الطالب وتأهيله وإكسابه المهارات اللازمة في مجال تخصصه، من خلال توفير البيئة التعليمية المناسبة بكلياتها وما تحتاجه من كفاءات تعليمية لتعليم الطالب.
وإلى جانب أهمية تعلم الطالب وإتقانه المهارات الضرورية في مجال تخصصه، هناك مهارات يحتاجها الطالب لا تقل أهمية عن مهارات التخصص، ومن تلك المهارات مهارات القيادة والعمل الجماعي التي يحتاجها الطالب في مستقبله المهني ليكون لبنة صالحة ومؤثرة في رقي مجتمعه.
ففي مختلف تطورات الحياة أصبح العمل الجماعي وبروح الفريق الواحد سمة من سمات عصرنا الحالي وسبب رئيسي للتقدم والتسارع فيه، وليتحقق نجاح فريق ما فلابد له من قائد ناجح لديه مهارات قيادية وتجربة محفزة له على المبادرة ومعززة لثقته بنفسه.
لذا يمكن إكساب مهارات القيادة والعمل الجماعي لطلاب الجامعات من خلال إتاحة الفرصة لهم في اختيار وترشيح قادة مجموعات طلابية ممثلين لهم في الكلية. فتعيين قيادات طلابية من شأنه تعزيز حلقة الوصل فيما بين الطلاب مع بعضهم البعض من جهة، والطلاب وعمادة الكلية من جهة أخرى.
كما أن تواصل واجتماع العمادة بشكل دوري مع القيادات الطلابية يزيد من الشفافية بينهم وفرصة للاستماع إلى الطلاب وهمومهم وإيجاد الحلول لمشكلاتهم واحتواء ودعم ما لديهم من إبداعات ومبادرات وتكريس الفكر الإيجابي لديهم وتصحيح السلبي منه وغرس القيم الوطنية والنبيلة فيهم. هذا بالإضافة إلى انعكاساتها المعنوية على الطالب وإيجابياتها التنظيمية للوقت والإجراءات على حد سواء للطلاب ولعمادة الكلية.
وختاماً حين أنوه بهذا الموضوع مستشعراً أهميته لأجد لديّ مكنوناً فائضاً من الاحترام والتقدير لكل جامعة أو كلية تعي أهمية وجود وتفعيل قيادات طلابية لديها ومدى انعكاسه على مصلحة الطالب، وأخص هنا كلية العلوم الطبية التطبيقية بجامعة الجوف على تطبيقها وتصويرها لنا هذه الأهمية وإشعارنا بالأثر الإيجابي لها في الكلية واقعاً ملموساً.
مهندس طبي - جامعة الجوف