سعود الفيصل بن عبدالعزيز وزير الخارجية منذ عام 1395هـ - 1975م
الحاصل على شهادة البكالوريوس بالاقتصاد من جامعة برنستون بولاية نيوجرسي بالولايات المتحدة عام 1963م ولقد بدأ حياته العملية منذ وقت مبكر حيث عمل مستشارا اقتصاديا بوزارة البترول والثروة المعدنية وعضوا في لجنة التنسيق العليا بالوزارة ثم انتقل بعدها إلى المؤسسة العامة للبترول والمعادن بترومين واصبح مسؤولا عن مكتب العلاقات البترولية الذي يشرف على تنسيق العلاقة القائمة بين الوزارة وبترومين عين بعدها في عام 1970م نائبا لمحافظ بترومين لشؤون التخطيط ثم عين في عام 1971م وكيلا لوزارة البترول والثروة المعدنية في عام 1975م صدر المرسوم الملكي بتعيينه وزيرا للخارجية بعد وفاة والده الملك فيصل بن عبدالعزيز الذي كان وزيرا للخارجية وملكا على البلاد ومنذ ذلك التاريخ وهو يشغل هذا المنصب الرفيع بكل كفاءة وجدارة واقتدار وحضور مؤثر في الداخل والخارج وفي المحيط العربي والدولي وهو رجل مرحلة ورجل عمل وحياته كلها ملئية بجزالة كفاءة عمل من نوع خاص وهو أقرب مايكون لفكر ورؤية وأبعاد والده الملك فيصل بن عبدالعزيز يرحمه الله حيث اكتسب منه الكثير من الصفات القيادية والعملية وبنزاهة وأمانة وتجرد وهو ابعد مايكون عن الأضواء وإذا ماتكلم مرتجلا ملأ صوته الهادي بنبرات التأثر والقوة حيث تسمع صوت الضمير الحي وصوت الوطن معا... وهو من شهد فصول كثيرة وحياة سياسية ملئية بالتقلبات والصراعات والأحداث والتي لم تهدأ حتى يومنا الحاضر فكان له الحضور الملتزم والصوت الأقوى حضورا في المحافل الدولية والعربية لأنه صوت العقل المتزن فهو خير من يمثل سياسة وأبعاد الفكر الإستراتيجي للمملكه العربية السعودية وعلى مدى أكثر من أربعة عقود تمرس خلالها وغاص في دهاليز السياسة الخارجية والتقى بنخب السياسة وعرابيها من الملوك والزعماء والرؤساء والقادة ووزراء الخارجية وحضر المؤتمرات والاجتماعات العربية والدولية ليسمع العالم بأسره.
صوت المملكة الذي هو صوت الحنكة والعقل فكان له أدوار وإسهامات مؤثرة غيرت مسارات وقاربت ولم تفرق ووحدت وجمعت حيث كان ولايزال على صلة وثيقة بالاتصال والحضور الرسمي في كل عواصم العالم لما يمثله حضوره من ثقل سياسي ودبلوماسي وهو الأمين في ذلك كله لقسم اداه بأن يكون مخلصا لدينه ثم مليكه ووطنه.. ولمجرد انه نال ثقة خمسة من ملوك المملكة ابتداءا بالملك فيصل ثم خالد وفهد وعبدالله يرحمهم الله واليوم يحظى بثقة تتجدد مع الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله فهذا دليل على ملاءة كفاءة من طراز إثبات الوجود المؤثر ومفتاح شخصية سعود الفيصل.. هي الجدية واختيار الطريق الاصعب.. فهو يأخذ نفسه ومنذ سن مبكرة بنظام حياة صارم وهذا ما جعله يستفيد بكل دقيقة من وقته في عمل مفيد وهذا هو سر تربية الفيصل العظيم لأبنائه حتى في الدراسة فلم يعودهم يوما بأنهم أبناء ملك وأن يحمل صفة أمير وأن أحدا» منهم يختلف عن أبناء مجتمعه حتى كان لوالدته الأميرة عفت رحمها الله دورا مؤسسيا في التربية له ولإخوته فكانت مكملة لدور الفيصل في تربية أبنائه ولعل سر نجاح سعود الفيصل في أن كل وقته عمل لما في القراءة وأما في المقابلات العامة والمهام الرسمية حتى أنه لا يجد الوقت للراحة والاستجمام ونرى كم قضى من الساعات محلقا في الجو ليوصل كلمة المملكة انه بحق وزير خارجية من طراز مختلف.. رجل له مبادؤه وكرامته وأمانته وشجاعته وأحاط نفسه برجال من طراز رفيع ذوي صفات تحاكي صفاته حتى أنه جعل الدبلوماسية السعودية «فن» يدرس بأدبياته ورساله إنسانية بالدرجة الأولى قبل أن تكون سياسة ولا شك أن شخصية سعود الفيصل وأفكاره ودوره وحراكه كان ولايزال مؤثرا في الساحة الخليجية والعربية والدولية بل في بناء وتطور ونماء الخارجية السعودية.. كيف لا وهو عايش عصر بأكمله من عصور تاريخ الخارجية والدبلوماسية السعودية واليوم والأمير سعود الفيصل الكل يترقب عودته إلى أرض الوطن سالما معافى. إن شاء الله بعد العارض الصحي الذي ألم به وكلنا نلهج بالدعاء الصادق بأن يحفظ سموه من كل مكروه فهو في قلب الوطن والمواطن على حد سواء ليكمل مسيرته واعماله فصورته وحضوره لازالت شاخصة أمامنا في كل خبر أو محفل أو تصريح نسمعه.. لأنه سعود الفيصل الغني عن كل تعريف مجرد ذكر اسمه إيحاء وطمأنة وفرح وزهاء وبهاء.