أُسر عندما أزور أي منطقة في بلادي وأكحل عيني بمعالم تطورها وشواهد نهضتها..
بحمد الله زرت أغلب مناطق بلادي إما لمهام عمل حكومي أو شوري أو ثقافي أو جولات نزهة وسياحة وسجلت وكتبت رؤاي وانطباعاتي عنها وعن أهلها وذلك خلال السنوات الماضية.
لقد سعدت بزيارة الأحساء/ أبها /خميس مشيط/ الباحة/ الجوف/ تبوك/ حايل /شقراء/ حوطة بني تميم/ الزلفي/ الرس /تمير/ جازان/ والقصيم والتي أزورها كثيراً فهي مغنى الذكريات وموطن الأحباب وفيها قبرا أمي وأبي وعدد من الغاليين عليّ، رحمهم الله.
آخر زيارة لي إلى القصيم الأخضر نهاية الأسبوع الماضي.. ورغم أني لا أغيب عنها طويلاً إلا أنني في كل مرة أجد فيها منجزات جديدة ومكتسبات حضرية سواء ما تنجزه الدولة أو ما يقوم به القطاع الخاص.
القصيم لم يعد بلداً زراعياً فقط، ولم يعد بلد «السكري والكليجا» وحسب، بل أصبح مقصداً اقتصادياً ومحفزاً سياحياً برماله الجميلة ومواقعه التراثية والسياحة ويسر الوصول إلى أماكن التنزه فضلاً عن تواجد الأسواق التجارية الكبيرة والفنادق والمنتجعات الأخاذة والمطاعم الراقية وغيرها وقد دعم هذا التوجه السياحي: مهرجانات المنطقة وآخرها: مهرجان ربيع بريدة، ومهرجان الغضا بعنيزة وغيرها.
لقد زرت القصيم وسمو أميرها الجديد د. فيصل بن مشعل بن سعود في بداية توليه ممارسة عمله أميراً لها بعد سلفه سمو الأمير فيصل بن بندر الذي أعطى وبذل الكثير على مدى ربع قرن من أجل رقي هذه المنطقة وتطورها ثم حظي بالثقة الكريمة ليكون أميراً لعاصمة بلادنا ومحافظاتها وفقه الله.. وجاء سلفه الأمير فيصل بن مشعل ليكمل ما بدأه سلفه، ويضيف إليه ويزيد البنيان شموخاً ويعطي للتطور الحكومي والأهلي مزيداً من الفضاءات وأتوق أن يحظى الجانب الثقافي من سموه - وهو الأمير المثقف- برعاية واحتفاء سموه فالمنطقة ذات تراث أدبي وفيها عشرات المثقفين والأدباء والشعراء من نساء ورجال ويحتاجون إلى المزيد من توفير المراكز الثقافية ليقدموا عبرها عطاءاتهم ومناشطهم الثقافية.
أعرف سمو الأمير فيصل بن مشعل قبل توليه نيابة إمارة المنطقة ثم إمارتها، وهو كما عرفته وعرفه غيري- أكرمه الله بحسن الخلق وسعة الثقافة وجميل التعامل والقدرة على الإنجاز، وقد أكسبه عمله نائباً لسمو أخيه الأمير فيصل بن بندر خبرة ومعرفة للمنطقة وأهلها تجربة متكاملة لذا فهو تولى الإمارة وهو محمّل بالخبرة الإدارية والرؤية الشاملة وسيعاضد سموه بمسؤولياته التي ينهض بها زملاؤه وفي مقدمتهم المحافظون ووكيل الإمارة الأستاذ الفاضل عبدالعزيز الحميدان ومنسوبو الإمارة ومسؤولو الإدارات الحكومية والإهلية.
ولعل من خير ما بدأ به سموه جولاته على مراكز ومحافظات المنطقة ليتفقد أحوالها عبر الرؤية لا الرواية ومن خلال اللقاء بسكانها والمسؤولين بدوائرها ليسمع مطالبهم والعقبات التي تواجه إنجاز مشرعاتهم وجوانب التنمية لديهم.
ولا بد أن أشير أخيراً إلى عمل مبارك فيه خدمة ليس لأهل المنطقة، بل ولضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين، ذلكم هو متابعته وحرصه على إنجاز أغلى الطرق: الطريق الذي يربط القصيم بمكة المكرمة، وإن شاء الله نحتفل معه بإنجاز هذا الطريق.
أثق إن شاء الله أن هذه المنطقة موعودة بالمزيد من النماء على يد أميرها الجديد شأنها شأن عرائس وطننا الغالي، ويبقى تعاون وتكاتف أبناء المنطقة من مسؤولين ومواطنين ومثقفين ورجال أعمال مع سمو أميرها ليحلِّق «بالقصيم» إلى مدارات أخرى من النماء والعطاء.
الختام المسك:
للشاعر القصيمي: عبدالرحمن بن عوض الحربي:
(طف بالقصيم وحي السهل والجبلا
والرمل، كل كثيب بان والنخلا
واملأ على مهل أحداق مغتبط
يرى الجمال يسرّ العين فاكتحلا
هذي الروابي طيوف في تموّجها
باللون قد كسبت من وشيه حللا
هذه القصيم نخيل شامخ وربًى
خضر وماء وقمح يزدهي سبلا
هذه القصيم رحاب يلقى زائرها
في أرضها غدقا من كل ما سألا)