في أحد الأيام أراد أحد متسلقي الجبال الصعود إلى قمة جبل لم يسبقه إليه أحد, وقد بدأ محاولته وحيداً؛ لأنه أراد أن يحقق مجداً لا يشاركه فيه أحد. وبعد شهور من الإعداد والتدريب، وفي ليلة مظلمة، شرع في تسلق الجبل الشاهق رغم احتجاب القمر وانعدام الرؤية.
وبعد عناء، وحين بدت القمة غير البعيدة، زلت قدماه، وراح يهوي إلى الأسفل بسرعة رهيبة!
وكانت لحظات قاسية، تراءى له فيها الموت، وأدرك أن الحياة أهم من القمة والشهرة والمجد.
وعلى حين غرة، تعلق الحبل المشدود على وسطه في مسمار ضخم كان قد غرسه في قمة إحدى الصخور، وعندما وجد نفسه معلقاً بين السماء والأرض صرخ طالباً النجدة. وفي هذه اللحظة المشحونة بالخوف والرغبة في الحياة تخيل أنه سمع صوتاً من بعيد يناديه قائلاً: اقطع الحبل كي تنجو، لكنه لم يستجب لهذا الصوت الموحي، بل بالغ في شد الحبل حول وسطه خوفاً من السقوط. وعندما وصل فريق الإنقاذ في اليوم التالي وجدوا الرجل معلقاً وقد تجمد في مكانه وهو على بعد متر واحد من الأرض!!
فهل حبلك ونظام حياتك مشدود على آخره؟
وهل تستطيع أن تخاطر وتتسلق سلّم النجاح بدون حبال ممدودة وأعصاب مشدودة؟
وهل تستطيع خوض غمار الحياة بدون قوة أسطورية وذخيرة مهارية؟
الحقيقة أنك تستطيع خوض غمار الحياة بدون قدرة على المخاطرة ما لم تكن مؤمناً وواثقاً وصادقاً ومتوازناً من الداخل ومتفاعلاً مع الخارج.. فنحن نحقق ما نعتقد أننا قادرون عليه، ولن نمتلك ذلك الخيال الإيجابي القادر على تحفيزنا ودفعنا إلى الأمام إلا إذا كانت أهدافنا نبيلة وغاياتنا جميلة. فالمهارات والمعارف والقوة الجسدية واللياقة البدنية لا تكفي وحدها لتحقيق الفوز؛ لا بد من إضافة المعنى إلى المبنى، ولا بد من فهم: (لماذا) قبل معرفة (كيف)!