فهد بن مشاري بن عبدالعزيز
كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الشاملة التي وجهها للمواطنين مساء الثلاثاء 19 جمادى الأولى 1436هـ الموافق 10مارس 2015م حملت دلالات عميقة تؤكد إدراك القيادة لأدق تفاصيل الأوضاع بالبلاد، وتبين أن التحديات الخارجية والاحتياجات الداخلية في دائرة أنظار الملك.
الكلمة التي جاءت بعد 47 يوماً من تولي الملك سلمان زمام الأمور في البلاد كانت محكمة، شكلت في مجملها منهاج عمل متكامل يستهدف تنمية متوازنة على مختلف الأصعدة محور ارتكازها الإنسان، ومردودها تلبية متطلباته.
ورسمت الكلمة ملامح نهضة شاملة، وطمأنت المواطنين على مستقبل المملكة اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وأمنياً، وجسدت فكر الملك ورؤيته بأن الإنسان هو العنصر الأساسي في التنمية وركيزة الأمن الأولى وأنه المعني بأي تطور أو نماء، وكذلك مراجعة أنظمة الأجهزة الرقابية بما يكفل تعزيز اختصاصها والارتقاب بأدائها لمهامها ومسئولياتها، وقدرتها على محاربة الفساد وتحقيق النزاهة.
وأكدت أن سياسات المملكة الداخلية والخارجية لن تتغير بل تتطور بما يحقق مصلحة الوطن والمواطن والأمن والسلام الدوليين، في إطار التزام المملكة بمسئولياتها تجاه الإسلام والمسلمين والتمسك بالوحدة الوطنية، وتثبيت الأمن والاستقرار، واستكمال مسيرة البناء والتنمية، وجاء التوجيه لأمراء المناطق والمسئولين باستقبال المواطنين والاستماع إلى آرائهم ومقترحاتهم، بما يعني وضع المسئولين أمام الإرادة الملكية التي تؤكد عدم التهاون في تحقيق رغبات المواطن.
وأمنت الكلمة على دور الإعلام في تعزيز أواصر اللحمة الوطنية ونبذ دواعي الفرقة والخلاف، وأن الدولة لن تسمح لأحد بأن يعبث بأمننا واستقرارنا، مؤكدة أن المواطن السعودي أظهر استشعاراً كبيراً للمسئولية، وشكل مع قيادته وحكومته سداً منيعاً أمام الحاقدين والطامعين، بما يدل على أن الأمن يتصدر الأولويات، وأن الوحدة الوطنية خط أحمر غير مسموح الاقتراب منه.
وأكدت كلمة الملك سلمان أن الدولة تضع التدابير والسياسات اللازمة لتجنيب خطط التنمية التأثير السلبي لانخفاض أسعار النفط، مما يدل على استمرار السياسات المالية للدولة التي تتسم بالحكمة والقوة والصمود أمام التحديات والمستجدات العالمية.
ولفتت الكلمة إلى أهمية إسهام القطاع الخاص في عملية التنمية، ومساندة جهود الدولة في إقامة اقتصاد قوي يرتكز على أسس متينة تتعدد فيه مصادر الدخل ويتعزز من خلاله دور القطاع الصناعي والقطاعات الخدمية في البناء.
وأشارت الكلمة إلى تحسين الخدمات التعليمية والصحية وغيرها، وحول الإسكان قال الملك سلمان: «وبالنسبة للإسكان فإننا عازمون بحول الله وقوته على وضع الحلول العملية العاجلة التي تكفل توفير السكن الملائم للمواطن».
وتزامن ذلك مع إعفاء وزير الإسكان شويش الضويحي، وتكليف الدكتور عصام بن سعيد وزيراً للإسكان في دلالة على بدء الخطوات العملية في هذا الجانب.