الجزيرة - حسنة القرني:
أكد محافظ هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبدالله الضرَّاب، أن المملكة خطت خطوات متقدمة في مجال تحرير أسواق خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات، وتعزيز المنافسة وحمايتها وحماية المستخدم، وتوفر الخدمات وتنوعها وتطوير القدرات البشرية، إضافة إلى رفع مستوى كفاءة البنية التحتية لتلك الخدمات، مستدلاً على ذلك بإنشاء عشرات الألوف من المحطات القاعدية اللاسلكية في جميع مناطق المملكة، وتمديد أكثر من 350 ألف كيلو متر من شبكات الألياف الضوئية بين المدن وداخلها، إلى جانب زيادة عدد الاشتراكات في خدمات الاتصالات المتنقلة من تسعة ملايين اشتراك في عام 2004 إلى حوالي 53 مليون اشتراك بنهاية 2014، وبنسبة انتشار تصل إلى 171 %.
وقال الضرَّاب في كلمة ألقاها خلال افتتاح ملتقى تقنية المعلومات في المملكة تحت عنوان «خدمات الاتصالات المتنقلة وتوجهاتها المستقبلية» في الرياض أمس: إن إجمالي الاشتراكات في خدمات النطاق العريض عبر شبكات الاتصالات المتنقلة بتعريفها الشامل في المملكة ارتفع إلى حوالي 29 مليون اشتراك بنهاية عام 2014 وبنسبة انتشار تصل إلى حوالي 94.5 في المائة، مؤكدًا أن عدد الاشتراكات في خدمات النطاق العريض عبر شبكات الاتصالات الثابتة نما إلى حوالي ثلاثة ملايين اشتراك بنهاية العام الماضي، وبنسبة انتشار تقدر بحوالي 43.2 في المائة على مستوى المساكن، مقارنة بحوالي 1.7 مليون اشتراك عام 2010. كما أكد نمو نسبة انتشار الإنترنت بمعدلات عالية خلال السنوات الماضية بحيث ارتفعت نسبة انتشاره من 13 في المائة عام 2005 إلى حوالي 63.7 في المائة بنهاية 2014، مقدرا عدد مستخدمي الإنترنت في المملكة حالياً بحوالي 19.6 مليون مُستخدم.
من جانبه أكد نائب محافظ الهيئة سليمان مرداد أن هناك خطة دراسية مستقبلية للهيئة تقوم على قياس أثر التكنولوجيا على المجتمع نفسه، مبيناً أن أمن المعلومات من الأمور المهمة على المنشآت وللمجتمع، موضحًا أن دور الهيئة يتمثل في التوعية والتحفيز والإنذار المبكر والدعم الفني للجهات المعنية، وعملية المتابعة للجهات المرتبطة مع الهيئة، مؤكدًا أن الهيئة تقوم بإعطاء الجهات المرتبطة معها عملية إنذار مبكر في حال تعرضت الشبكة لعملية الاختراق أو التجسس.
ولفت مرداد إلى أن بعض الجهات تعرضت هذا العام إلى بعض محاولات عمليات الاختراق من قبل بعض الهواة، مشيرًا إلى أنّ الهيئة قامت بفحص أنظمة الأمن في بعض الجهات التي تقوم بطلب الفحص للتأكد من سلامة أنظمتها، وموضحاً أنها أعدت دليل سياسات وإجراءات أمن المعلومات في الجهات الحكومية، وقامت على إثره بتدريب قرابة 500 مختص من الجهات لوضع الإجراءات وكيفية رفع درجة الوعي.
وأشار مرداد إلى أن الهيئة تقوم بعدة دراسات تتمثل في عمليات فتح السوق ووضع التقنية في المملكة، كما أن هناك تعاونا مع الجهات الحكومية يتمثل في إجراء مسح ميداني يشمل عدة بحوث، إضافة إلى عقد الاجتماعات مع الجامعات الحكومية بشأن التوقعات لأعداد الخريجين، وأي قطاعات الوظائف الشاغرة، وعن كيفية استقطاب الخبرات، وعن الصعوبات التي تواجه المنشآت في استقطاب الخبرات ذات القدرات العالية. وأوضح أن الخدمات المقدمة في المملكة تعتبر الأفضل على مستوى الشرق الأوسط من ناحية الخدمات التي تقدمها الشركات المشغلة التي تتمثل في خدمات الانترنت، والاتصالات المتنقلة، مستدلاً بتشغيل المملكة أول خدمة لـ 4 G، إضافة إلى سرعة الطلب على الخدمات، وسرعة انتشار تصل إلى 180%.
واستعرض تقرير أعدته الهيئة خلال الملتقى عدداً من النتائج حول المواضيع المتعلقة بخدمات الاتصالات المتنقلة وتوجهاتها في المملكة، إلى جانب المعوقات التي تواجه سوق الاتصالات المحلي والتي من أهمها الموارد المالية المتأتية من إيرادات النفط لأهميتها الكبرى في اقتصاد المملكة، فهي المصدر الرئيس لتمويل برامج التنمية والمحفز الأساسي للنشاط الاقتصادي، لذلك من شأن أي انخفاض في أسعار النفط أن يؤثر سلبا على النمو الاقتصادي في المملكة وبالتالي على الإنفاق والاستثمارات الحكومية في عدد من القطاعات قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، إضافة إلى أمن المعلومات مشيرًا إلى أن مخاوف أمن المعلومات هي أحد العوامل الرئيسة التي تعيق تبني سلسلة من خدمات الاتصالات ويظهر ذلك خاصة فيما يتعلق بالخدمات المقدمة عن بعد والخدمات التي تقدم عبر الإنترنت وهي الخدمات المدارة وخدمات الاستضافة، والحوسبة السحابية.