أحتفلت مدننا العربية في الخامس عشر من هذا الشهر مارس 2015 بيوم "المدينة العربية" ذكرى تأسيس منظمتنا العتيدة في الخامس عشر من مارس 1967.
ولعل محور أنشطتنا في المرحلة المقبلة يتركز على موضوع الاستدامة.. استدامة المدن والعمل الدؤوب من أجل الفوز واستغلال الفرص المتاحة فيما يتعلق بالمساواة الاجتماعية والنمو الاقتصادي الشامل وخلق فرص العمل واحترام البيئة واجتثاث الفقر.
وقد اخترنا لاحتفالية يوم المدينة العربية لهذا العام شعار "نحو مدن شاملة.. ومستدامة" وهو شعار لا يختلف من حيث المضمون والهدف عن احتفاليات الأعوام السابقة والتي تمحورت حول المدن الذكية، ومدن المعرفة ومدن المستقبل، لأن مدن المستقبل هي مدن المعرفة. ومفهوم مدن المعرفة يفترض أن يكون قادرا على استيعاب كل نواحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وكل ما له علاقة بالنمو المستدام. وفي رأي الخبراء أن المدن الشاملة.. والمستدامة هي تلك التي تواكب التنمية والمعرفة عن طريق تشجيع الإبداع والتشاركية والتقييم والتجديد والتحديث المستمر.
وفي الوقت الذي استطاعت فيه مدن عربية أن تسجل نجاحات استناداً إلى المفهوم الأساسي لمدينة المعرفة عبر التفاعل المستمر بين مواطني المدينة أنفسهم وبينهم وبين ساكني المدن الأخرى.. فإن مدناً عربية في منطقتنا العربية لا تزال تعاني من ظروف وتطورات غير عادية نتمنى أن تخرج منها، لتواصل مسيرتها التنموية وتلحق بركب التقدم العالمي نحو "مدن آمنة ومستقرة وشاملة ومستدامة".
لقد عملنا على مدى عامين متتالين مع شركائنا الإقليميين والدوليين في رسم خطط وملامح التحضر والنمو المستدام في المدن، فالمدن كما يقول الخبراء، هي العالم وعلينا أن نعمل معاً من أجل تنمية مدننا ورعاية ساكنيها عن طريق تحديد الاحتياجات الأساسية من بنى تحتية وغيرها، واستباق حدوث المشكلات وإيجاد الحلول المناسبة لها.. وهذا ما ينطوي عليه مفهوم المدينة الشاملة والمدينة المستدامة.
أن منظمة المدن العربية والمؤسسات التابعة لها تتحرك بثبات نحو تعزيز الإدارات والقطاعات البلدية في مدننا العربية.. وهي تأمل من مدنها الأعضاء أن تكون شريكاً فاعلاً في هذه التحركات نحو تأمين مستلزمات المدينة الحديثة وتطبيقات معطيات التحضر والنمو المستدام.
وكل عام وأنتم بخير،،،
عبدالعزيز يوسف العدساني - الأمين العام