جدة - عبدالقادر حسين:
كشفت دراسات طبية أجرتها وزارة الصحة, أن متوسط نسبة الإصابة في السعودية بفايروس الكبد «سي» المنتشر على مستوى العالم لا يتجاز 0.7 في المئة. وقد تم استعراض هذه الدراسة خلال ندوة طبية عن مرض الكبد الوبائي برعاية الجمعية السعودية لأمراض الكبد صباح أمس الأول.
يقول استشاري أمراض الكبد وأمراض الجهاز الهضمي والمناظير بمستشفى الملك فهد العام في جدة الدكتور عبدالله الغامدي، إن الفايروس الكبدي «سي» من أهم الفايروسات المنتشرة على مستوى العالم، لافتاً إلى إحصاءات منظمة الصحة العالمية التي تشير إلى أن نحو 2 إلى 3 في المئة من سكان العالم مصابون بالفايروس «سي»، وهو ما يعادل 130 إلى 170 مليون شخص.
وأوضح: أنه توجد دراسات متفرقة تم العمل عليها في بعض المراكز الصحية وبنوك الدم، ووزارة الصحة، أكدت أن متوسط نسبة الإصابة بالفايروس في السعودية لا يتجاوز 0,7 في المئة ؛ لافتاً إلى أنه خلال 2008م أصبح فحص الفايروس «سي» إلزامياً في المختبرات السعودية للمتبرعين بالدم . إضافة إلى فحص ما قبل الزواج، إذ بينت الإحصاءات التي انبثقت من المنشآت الصحية في السعودية وجود ما لا يقل عن مليون شخص تم فحصهم منذ بداية تطبيق الفحص الإلزامي.
وأضاف: أنه توجد خمسة أنواع من الفايروسات التي تصيب كبد الإنسان، من أهمها : الفايروس «سي»، والفايروس «بي»، إذ إنهما النوعان اللذان كرس العلم الحديث أبحاثه وطاقاته لإيجاد علاج لهما ، كما أن الفايروس الكبدي «سي» يتكون من السائل النووي (RNA) ويتبع عائلة الفايروسات المسماة «Flaviviridae»، وتوجد له 6 أنماط جينية، إذ إن النمط السائد في السعودية هو النمط الرابع الذي يبلغ قرابة 60 في المـئة، ويليه النمط الجيني الأول الذي يبلغ قرابة 26 في المئة.
وأشار : إلى أن أهمية الأنماط الجينية تكمن في تحديد مدة ونوعية العلاج، وتوقع مدى استجابة الشخص لبعض الأدوية التي تستخدم في علاج الفايروس الكبدي «سي» . مؤكداً أن السعودية ومنذ عام 1990 جعلت الفايروس «سي» من الأمراض التي يجب الإبلاغ عنها ، إذ سهل ذلك من عملية الإحصاء وإعطاء فرصة لعلاج المرضى قبل حدوث مضاعفات مزمنة للمريض.
ولفت إلى وجود أدوية تؤخذ عبر الفم يمكن من خلالها الاستغناء عن إبر «الإنترفيرون»، إذ تصل الاستجابة من خلالها إلى أكثر من 90 في المئة ؛ مبيناً أن مثل هذه الأدوية تعطى في مراكز متخصصة من استشاريي الكبد والجهاز الهضمي.
ونوه د. الغامدي , إلى أن أهم المعوقات التي تواجه علاج مرض الكبد ، هو ثمن الدواء ذو الكلفة العالية . مضيفاً: نظراً إلى ذلك فإن معظم المراكز تتحفظ في إعطاء الدواء الذي قد يؤثر في موازنتها على حساب علاج أمراض أخرى، لذا نفذت جمعية أمراض وزراعة الكبد اجتماعات لوضع آلية لمعرفة الأشخاص الذين يجب الإسراع في علاجهم، والأشخاص الذين يمكن أن ينتظروا حتى تقل كلفة الدواء المادية.