جهاز المرور كغيره من أجهزة الدولة «الموقرة»، يحتاج إلى تعاون الجميع من مواطنين وأفراد مرور على حد سواء، والمركبة خطورتها كامنة بها (حديد ونار) وملتصقة بأرواح من فيها، فيجب منحها الجد والاهتمام من حيث العناية والتعليم المستمر مدى الحياة، وهذا لا يتم إلا من خلال تأليف منهج دراسي للمرحلة (المتوسطة) يكون سهلاً ومبسطاً لأساسيات ومبادئ وقوانين قيادة المركبة، وما يتعلق بها من علامات وإشارات وإرشادات وغير ذلك، يقوم بتأليفه نخبة من جهات عدة مختصة مثل إدارة المرور، وأمن الطرق، ووزارتي النقل والمواصلات، ويفترض إدخال هذا المنهج متزامناً مع دخول المركبات للمملكة، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، لأن الحركة المرورية في مجتمعنا تكسبنا الخبرة فقط، ولها تداعيات سلبية على الجميع، بما في ذلك قطاع القوات الأمنية الأخرى، فلا مناص إذن من تطعيم التعليم العام بذلك المنهج الموازي لتلك الحركة، والمؤدي إلى تنوير وتبصير العقل، فينعكس إيجاباً على سلوك السائقين جيلاً بعد جيل، فتختفي وتتلاشى كل التعديات والتجاوزات الخاطئة والانفلات المروري بأنواعه، والمسبب للخسائر في الأرواح والممتلكات، ليعود اقتصادنا للتعافي، فالقوة بسبب أساليب تعليمية ورؤى هادفة إلى السلامة المنشودة والتنمية المستدامة، حسب القاعدة التربوية ذات البعدين النفسي والاجتماعي ومفادها «غيّر من عقلك تتغير حياتك»، وبدون التعليم المستمر لهذه الآلة العلمية «المركبة» التي لا غنى عنها، فسوف تعيش الأجيال حالة الفصام المزمن عن القيادة الآمنة.
- الأحساء