مرارة الحزن فوّتت عليّ الصياغة الجيدة لهذا المقال ومرارة الألم جعلتني أتأخر في كتابة هذا المقال، رحل ملك القلوب عبدالله بن عبدالعزيز، رحل ملك الإنسانية حبيب الشعب ملك التسامح حبيب الملايين حبيب المواطنين رحل من يقول (أحب كل مواطن سعودي) ومن يقول (من نحن بدون المواطن السعودي) ومن يقول (ليست حياتي بأغلى من حياة المواطنين) ومن يقول (مادامكم بخير أنا بخير)، رحل من أجهد نفسه في مصالح الناس، رحل من يزرع الأمل ويرسم البسمة على أفواه الفقراء، فقدنا حكيم العرب وأسد العروبة، فقدنا الأب الكبير، فقدنا صاحب الأيادي البيضاء، ضرب أروع الأمثلة في التسامح، حتى أنه عفا عمّن حاولوا اغتيابه، لقد صفح الصفح الجميل عنهم، آخذاً بقول المولى {فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ}.
الملك عبدالله كان يمتاز بالحزم والطرافة والبساطة لقد وقف موقفاً قوياً ضد الفئة الضالة حتى أكد بتعقبهم واستئصالهم لو أدى الأمر لعشرين سنة.
وامتيازه بالطرافة بالعبارات التي يقولها عندما يتكلم، ومنها عندما قال عن (عرق النساء): (النساء ما يأتي منهن إلا كل خير)، وكذلك عندما قال (قولوا آمين الله يطول عمره)، قالوا من هو يا طويل العمر؟ قال (البترول)، وامتيازه بالبساطة أنه يمشي مع المواطنين بالأسواق ويشاركهم الأكل والشرب وهاهي إنجازاته تتحدث عنه من جامعات متطورة وأكبر توسعة للحرمين الشريفين وتطور وتقدم في جميع المجالات..
فوداعاً يا حبيب الشعب.
سليمان بن إبراهيم الفندي - رئيس تحرير صحيفة وحي الإلكترونية