دأب قادة هذه البلاد المباركة - وفقهم الله - على دعم العمل الخيري ومؤسساته مما كان أثره بركة في المسيرة وحفظاً للنعمة وشكراً للمنعم.
ومع هذه القرارات الملكية الكريمة فقد سعدت منطقة القصيم باعتلاء عرشها أميرها المحبوب الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز الذي عرفته المنطقة بلينٍ بلا ضعف، وحزم بلا عنف.
وغدا حال القصيم كما صوره أستاذنا د.حسن الهويمل «بأن القصيم خبر أميره الجديد، وعايشه، وعرف فيه محققات النجاح، ولم يكن بحاجة إلى فترة مراقبة وانتظار. لقد كانت لسموه مبادرات واهتمامات ومتابعات تنموية، وميدانية تدل على أنه في مستوى المسؤولية».
ولعلي - وبحكم عملي واهتمامي - أسلط الضوء على جانب مشرق لمسناه في سموه الكريم إبّان نيابته لأخيه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز. ألا وهو متانة العلاقة الأبوية والرعاية الخاصة من سموه للعمل الخيري والاجتماعي بمؤسساته ورجالاته ومستفيديه.
فقد عرفت الجمعيات والمؤسسات الخيرية سموه بقربه وحرصه على تطويرها ورعايتها واحترام كياناتها ورجالاتها.
ولعلي ألخص هذه العلاقة عبر الشواهد المرصودة في سيرة سموه، ومنها:
- تأصيلات سموه في مؤلفاته وكلماته المكتوبة والمسموعة على عمل الخير والتعاون بين أفراد المجتمع وأن عمل الخير هو من شكر النعم وحفظها ودوامها.
- ومنها رئاسة سموه الرسمية لمجالس إدارات بعض الجمعيات (الكبد، البر) ورئاسته الفخرية لجمعيات أخرى (أسرة).
- زيارات سموه للجمعيات في مقراتها بشكل دوري ومرتب في شهر رمضان شهر الخير من كل عام، وهذه العادة الحميدة حيث يقوم سموه في ليالي رمضان المبارك بزيارة العلماء والجمعيات، ويطلع على منجزات هذه الجمعيات والمعوقات أمامها، ولا أنسى أنه في إحدى زيارات سموه لمقر جمعية أسرة أشعرونا مسؤولي العلاقات بالإمارة بأن الزيارة ستستغرق نصف ساعة فقط لارتباط سموه بضيوف لديه، فإذا بسموه يقف طويلاً عن كل قسم، ويستمع باهتمام لكل رئيس وحدة بالجمعية ويطلّع على منجزاتهم ويشاركهم الرأي ويتعرف على طموحاتهم ويمنحهم كريم تحفيزه وتشجيعه حتى استغرقت الزيارة ساعتين ونصف الساعة، وفي ختام الزيارة تقدم إليه أحد أشبال أكاديمية قادة المستقبل - في الصف الخامس ابتدائي - قائلاً: ياسمو الأمير أنت شرّفت الجمعية بهذه الزيارة، وبقي حق ابنتها. فقال سموه بلغة استلطاف أبوي: أبشر يا وليدي ومن ابنتها؟ فقال الشبل: أعني أكاديمية قادة المستقبل نتمنى أن تزورها، فضحك سموه، وقال أبشر الأسبوع القادم عندكم. فما كان من سموه إلا أن وفّى بوعده، وقام زيارة الأكاديمية وتبسط مع أبنائه واستمع إلى إبداعاتهم، وشجعهم في ليلية تاريخية.
- ومما عرف عن سموه شفاعته بالمخاطبات والمكاتبات لأهل اليسر والسعة لدعم الجمعيات، بل ومتابعة مكتب سموه مع المخاطبين فيما بعد.
- كما عرفنا عن سموه استقباله منسوبي الجمعيات في مكتب سموه وتبادل الحديث حول سبل تطويرها وقيامها برسالتها.
- حفلت تلك الفترة بحضور حافل لسموه لكل مناسبات وحفلات الجمعيات ورعايتها لها حتى في أبعد المحافظات وأقصاها وتشجيع المشاركين والداعمين والمتعاونين، وجلوسه بعد الحفل مع هذه الجمعيات بجلسات أخوية خاصة.
- ومن أعجب ما رأيت من سموه احترامه لهذه الجمعيات ككيانات لها اعتباراتها وسياساتها وأنظمتها ومجالسها ورجالات لهم رأيهم فيما تراه من مصلحة هذه الجمعيات ويحقق العدل في خدماتها. فمما لا أحصيه أن بعض المواطنين يتجه بطلب المساعدة لمكتب سموه بدلاً من أن يتجه مباشرة للجمعية، فجبراً لخاطره يقوم مكتب سموه بمخاطبة الجمعية المختصة فيتضح أن من خلال مستنداته أنه ممن لا تنطبق عليه ضوابط المساعدة لكونه يندرج تحت نطاق جمعية أخرى فترد الجمعية على خطاب سموه بتعذر ذلك منعاً لازدواج الخدمة وفسحاً لمواطن آخر. فيتلقاه سموه بالقبول والاحترام كأمناء على هذه الجمعية وأموالها والتزاماً بما بينها وبين المتبرعين والداعمين، وهذه تحفظ لسموه، ولم يعرف عن سموه أي تدخل في شؤون أي جمعية أو تعييناتها أو فرض قرار معين، وهذا مؤشر حقيقي على احترام هذه الجمعيات مع إحالة مراقبة أدائها والتحقق من التزامها بالأنظمة الرسمية وتحقيق العدالة فيها إلى الجهة المسؤولة من الوزارات المختصة.
إن العمل الخيري بمؤسساته ورجالاته بوصفه شريكا في المسيرة التنموية لهذه المنطقة ومشاركا للقطاع الحكومي ومسهما معه في خدمة المواطن واستقرار الوطن، لهو متفائل بعهد سموه ونمو هذه العلاقة وتوطدها.
وفق الله سموه لكل خير، وأعانه على عمل الخير.
- مدير عام جمعية أسرة ببريدة