الجزيرة - محمد السنيد:
اختتم أمس الأول الخميس فعاليات المؤتمر العالمي الثاني عن تاريخ الملك عبدالعزير، حيث توصل المشاركون في المؤتمر إلى 28 توصية من خلال ثماني عشرة جلسة استمرت لمدة يومي الأربعاء والخميس 20-21 جمادى الأولى لعام 1436هـ، والذي حظي برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وتنظمه جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وبمشاركة دارة الملك عبدالعزيز.
جاء ذلك خلال الحفل الختامي الذي ترأسه مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالنيابة الدكتور فوزان بن عبدالرحمن الفوزان، وبحضور معالي الدكتور فهد بن عبدالله السماري المستشار بالديوان الملكي، وعدد من مسؤولي جامعة الإمام والمدعوين، وذلك مساء أمس الأول الخميس في قاعة الشيخ عبدالعزيز التويجري بمبنى المؤتمرات بالجامعة. وفي بداية الجلسة الختامية رحب سعادة مدير الجامعة الدكتور فوزان بن عبدالرحمن الفوزان بالمشاركين والمشاركات في هذا المؤتمر الذي يأتي انطلاقاً من أهمية تاريخنا الوطني وإرثنا الحضاري العظيم وحباً وعرفاناً وتقديراً من أبناء المملكة العربية السعودية كافة بما حققه وأرساه وقام به الإمام المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- من جهود عظيمة في تأسيس هذا الوطن الغالي وتوحيده في وحدة متكاملة قل نظيرها في تاريخنا المعاصر عمّ فيها الأمن وانتشر الرخاء وحارب الجهل فانتشر العلم بعد عصور من الجهل والأمية، وبنى دولة حديثة بمقاييس العصر وكان إحساسه -رحمه الله- بالأهمية التاريخية والإسلامية لرعاية هذه الدولة الناشئة للحرمين الشريفين أن وضع من أولوياته خدمة هذين الحرمين وتسخير كل إمكانات الدولة لرعايتهما وخدمتهما وخدمة زوارهما مما أهلها لتخرج عن إطارها المحلي إلى الريادة والقيادة للعالم الإسلامي. بعد ذلك أشاد معالي الدكتور فهد بن عبدالله السماري بتنظيم الجامعة لهذا المؤتمر الذي يتناول مسيرة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود -رحمه الله- التاريخية باهتمام كبير من الباحثين والباحثات محليًا ودوليًا من أجل تناول الأحداث التاريخية في عهده.
ثم تلا رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الأستاذ الدكتور عمر بن صالح العمري توصيات المؤتمر والتي شهدت العديد من المداولات والمناقشات والحوارات وخرج المشاركون والمشاركات بجملة من التوصيات، وهي: أشاد المشاركون بنوعية المشاركات والأطروحات والأبحاث التي قدمت للمؤتمر ولأهمية ما طرح من أبحاث ولتعميم الفائدة فإن المشاركين يقترحون تعميم هذه الأبحاث وتوزيعها على الجامعات ومراكز الأبحاث المتخصصة وبالأخص في جامعات المملكة ومراكزها العلمية، واقترح المشاركون استمرار الفعاليات العلمية الموجهة للطلاب والطالبات في جميع أنحاء المملكة من خلال ندوات ومحاضرات وورش عمل لما لها من أثر بناء في دعم الثقافة عن تاريخ المملكة العربية السعودية في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله-.
وأوصى المشاركون بالعمل على إقامة المؤتمر العالمي الثالث عن تاريخ الملك عبدالعزيز في رحاب جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وذلك لما يمثله هذا المؤتمر من قيمة علمية وتاريخية ووطنية واستشرافاً لما يستجد من أبحاث ودراسات ووثائق عن تاريخ المملكة وبخاصة في مرحلة التأسيس، كما اقترح المشاركون تسليط الضوء على عناية الملك عبدالعزيز بالدعوة إلى توحيد الله تعالى وحثه دائماً على التمسك بكلمة التوحيد والجهاد في سبيلها وبذل كل ما يستطيع في سبيل إعلاء هذه الكلمة والدعوة إليها ونشرها وبيان معناها الصحيح الموافق لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وأكد المشاركون على الاهتمام بمنهج الملك عبدالعزيز في نشر ثقافة السلام وما حظي به من منهجية حكيمة مستمدة من تعاليم الإسلام ومن دربته السياسية ومن تميزه في الحوار وأسلوب الإقناع؛ وأنه استطاع من خلالها أن يخطط لمجموعة من المعاهدات والاتفاقيات السلمية التي شكلت معالم بارزة في مسار السلم والأمن الدوليين مقدماً بذلك ملامح مدرسة متميزة لبناء سلام عالمي، كما أكد المشاركون على الاهتمام بمنهج الملك عبدالعزيز في إضفاء الأمن وبسط العدل والاستقرار في ربوع بلاده لتكون واحة أمن وسلام في بحر متلاطم من الفتن وعقد ندوة علمية تؤكد هذا المنهج الذي جعل المملكة العربية السعودية أنموذجاً يحتذى في العدل والأمن والاستقرار والنماء، والتوكيد على تدريس منهج الملك عبدالعزيز في بناء الدولة وأسس من القيم الإسلامية الراسخة ضمن تدريس التاريخ الوطني لمختلف مراحل التعليم في المملكة، والتأكيد على ضرورة إقرار تدريس تاريخ المملكة العربية السعودية كمتطلب أساسي للدارسين والدارسات في الجامعات السعودية.
وأوصى المشاركون بإنشاء مركز بحثي متخصص يهتم بجهود الملك عبدالعزيز في تحقيق الأمن العقدي والفكري في المملكة العربية السعودية في عهد الملك عبدالعزيز ويقوم بإجراء الدراسات والأبحاث المتخصصة في هذا المجال، ومد جسور التعاون مع المكتبات العالمية لجمع أو تصوير ما يوجد فيها من الآثار الخطية والمطبوعة عن تاريخ الملك عبدالعزيز بخاصة وتاريخ المملكة العربية السعودية بعامة ومحاولة توثيقها أو شرائها أو تبادلها وتأسيس مكتبة متخصصة لها. ودعا المشاركون إلى العمل على الاستفادة من سيرة الملك عبدالعزيز وتاريخه في برامج وزارة الثقافة والإعلام ودعوة الأدباء والكتاب لتناولها في موادهم الأدبية وتبيان ما كان يمتلكه من صفاء فطري وقوة حدس تصل إلى حد العبقرية التي أدركها من حاوره وجالسه ومن متابعاته العلمية، وتوجيه دعوة لجمع الوثائق الخطية الخاصة بهذا التاريخ من مشايخ القبائل والأعيان وغيرهم في بلدان الجزيرة العربية وتحفيزهم بالجوائز المادية من أجل تأسيس مكتبة وثائقية متخصصة تختص بجمع آثار المؤلفين، والكتاب، والمؤرخين الذين تناولوا تاريخ الملك عبدالعزيز وجمعها وتوثيقها وتأسيس المكتبات المتخصصة لها.