الرياض - سعيد آل رفيع:
بين آلاف الكتب وملايين الأوراق ومئات الرفوف أذهلت رواية «سُر من رأى» رواد معرض الكتاب الذي تحتضنه العاصمة السعودية الرياض كدرة مكنونة داخل المعرض.
مؤلف الرواية عامر الكبيسي, معد تقارير عالمية في شبكة الجزيرة وسبق أن زار المدن التي وردت في الرواية, يلخص ساعتين مع رواية «سُر من رأى» للقارئ الذي ينتقل من بغداد إلى سامراء إلى البصرة إلى خراسان إلى أذربيجان ثم إلى الشام ثم إلى أنقرة وعمورية.. ليرى الإمام أحمد بن حنبل وعلى ظهره السياط، والمعتصم وهو يراقب مجسمات المعارك قبل بدايتها، ويقرأ لـ«عُريب» أجمل نساء العرب، كيف عشقها «حسن» الشاب المعمار الوسيم «وكيف انتهت قصتهما» بمشهد عجيب.
في رواية سُر من رأى التي صدرت عن «دار رواية» يجد القارئ سر بناء مدينة كاملة، من كونها ترابا إلى كونها سيدة المدائن، طابوقة طابوقة، وفكرة فكرة، البناء والطابوق في المدن فلسفته تشبه كثيرا أبيات الشعر واللوحات.
نصف الرواية الأخير كان في تركيا، حيث للمسلمين فضل قديم على الأتراك حتى قبل أن يدخل الأتراك الإسلام، فتحت أنقرة منذ زمن طويل ، في عام 222 هجري وما بعدها، هي وعمورية التي تقع قريبا من أنقرة.. وسردت الرواية سراً للشاعر العربي الكبير امرؤ القيس ودفنه في أنقرة!! حوت قصته وآخر بيت شعر قاله قبل أن يموت.. لقد قتله الحب وعشق بنت الملك.
وللرواية تصوير أخاذ، حتى في طعام العباسيين، أسماء طعام لم تسمع بها من قبل، كأن اللقمة صارت في فمك من كثرة تفصيل الحموضة والليونة، ولا سيما طعام «الدينارية».
بذل الكبيسي جهداً غير مسبوق في الرواية, احتوت صورا نادرة، وقال عنها المؤرخ البرزنجي الذي راجعها «هذا قلم يولد في الأمة المسلمة يشبه قلم «الرافعي والغزالي»