منذ أن باشر مهام المسؤولية الرسمية في الدولة منذ عقود وهو مثال يُحتذى في النظام والانضباط والمهنية، فليس لك من سبيل إلى غير الحقيقة معه، وليس لك من خيارات غير: إن أجدت، أحسنت.. وإن أخفقت وتقاعست، فالمسؤولية خصمك وحكمك.
ذلك ملمح عابر، قد يختصر طبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله – في تعامله مع المهام والواجبات التي يباشر تنفيذها، أو متابعتها، أو الرقابة عليها، لتدرك – تمام الإدراك – أنك أمام الحاذق الفطن، في دقيق الأمور قبل جليلها.
كلمة خادم الحرمين الشريفين الأخيرة التي وجهها لشعبه الوفي، حملت مضامين، وبعثت برسائل، هي بمثابة قواعد رئيسية، ترتكز عليها سياسة البلاد العليا، في كافة مناحي الدولة، سياسياً، اقتصادياً، اجتماعياً... لتضع العالم بأسره أمام مسؤوليته في طريقة تعامله وتعاطيه لقدْر وقيمة بحجم «المملكة العربية السعودية».
كما أنها شكلت طرقاً ومقاصد حالية مدنية ومؤسسية لكل مواطن ومواطنه يرغب بأن يكون عضواً نافعاً فاعلاً، يشارك – كغيره – في وضع لبنات التطوير والتقدم على كافة أصعدة الدولة ومؤسساتها.
ازدحام كلمة خادم الحرمين الشريفين بملفات الاقتصاد، والأمن، والإعلام، والبترول، والصحة... وغيرها من مفاصل الحياة اليومية للفرد والمجتمع والدولة، ما هو إلا استشعار كبير من قبل «رأس الوطن» بما تتطلبه هذه الملفات من مسؤولية ترتكز على الحكمة والعقل والثقة بمقدرات الوطن والمواطن.
تناول الملك سلمان في حديثه هموم وتطلعات الفرد البسيط قبل النخبة، واستشعر يوميات المواطن في أقصى جهة من الوطن، وأخضع كل المقامات والطبقيات أمام ميزان الحق والعدالة، متدرعاً بالصدق والأمانة.
ليس غريباً أن تكون مفردات ومعاني الخطاب -وحتى نبراته – ملامسة لكل ما يختلج في صدر الصغير والكبير من أبناء هذا البلد، إذا ما علمت يقيناً أن سلمان بن عبد العزيز «مواطن» جاء من الشعب وللشعب.
عبدالله بن إبراهيم الركيان - مدير عام التربية والتعليم بمنطقة القصيم