لا شك أن المنصف ومتحري الصدق يجزم أن المملكة العربية السعودية من أوائل الدول التي حاربت الإرهاب فكراً وممارسة، والأدلة موجودة لمن يريدها، وعلى سبيل المثال لا الحصر، فتنة الحرم المكي الشريف في 1-1-1400هـ وقد وفق الله قادة هذه البلاد في إخماد تلك الفتنة بعهد الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله وأسكنه فسيح جناته-، ثم تلا ذلك أحداث مؤسفة نفذها أصحاب الفكر المضلل ولا أريد أن أدخل في تفصيلات؛ ولكني أشير إشارة يجب أن تكون شهادة حق، لملوك المملكة العربية السعودية في محاربة الإرهاب حين ابتليت بها الأمة الإسلامية، والمؤتمر الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في مكة المكرمة يعتبر من الجهود الموفقة التي بذلتها المملكة العربية السعودية في محاربة الإرهاب ووضع علماء الأمة الإسلامية كافة أمام مسؤولياتهم في إيضاح الفكر الضال وتجريده من الادعاءات الكاذبة ضد الإسلام والمسلمين وإظهار حقيقة الإسلام النقي من أكاذيب واختلاقات المتأسلمين؛ لأن علماء الأمة الإسلامية هم ورثة الأنبياء وفي مقدورهم -بعون الله تعالى- إيضاح الحق من الباطل، ولا يشك مسلم في خطر المتأسلمين الذين يدعون الإسلام ويقومون بأعمال إجرامية تنافي الإسلام، ومن هذه الأعمال الإجرامية -على سبيل المثال- قتل الأسرى بطرق بشعة، وترويع الآمنين ونهب أموالهم، وقتل الأنفس البريئة، والإسلام من هذه الأعمال براء.
لقد أعجبتني الكلمة التي قالها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وألقاها نيابة عنه مستشاره وأمير مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، ونشرتها وسائل الإعلام، ومنها جريدة «الجزيرة» بالعدد رقم 15488 في تاريخ 4-5-1436هـ الموافق 23-2-2015م، وأتمنى من قادة العرب أن يعقدوا مؤتمرا تحت مظلة الجامعة العربية ويخصص هذا المؤتمر للوسائل التي بموجبها يطرد الدواعش من أرض العراق وسوريا وليبيا وجذور الإرهاب في البلدان العربية كافة؛ لأن الدواعش عرب يقاتلون عربا في بلاد العرب، فمن الواجب أن يطردهم العرب أنفسهم بعيدا عن التدخلات الخارجية، ولا يخفى أن الدول من غير العرب تنظر لمصالحها بالدرجة الأولى، وقد لا يهمها القاتل والمقتول من العرب، وقد يعجبها أن العرب يتقاتلون فيما بينهم منشغلين عن إسرائيل التي تحتل أرضهم، ولا يحتاج برهان أن الدواعش خدموا إسرائيل وحققوا أهدافها بتشويه صورة الإسلام والمسلمين أمام العالم، وإثارة الأحقاد ضد المسلمين، ويمكن أن ألخص الفكرة التي أريد إظهارها بما يلي:
إذا كان الدواعش عربا ويقاتلون عربا على أرض عربية، فمن الواجب أن يطردهم العرب أنفسهم، خصوصا العرب الذين يحتل أرضهم الدواعش، ولا بأس في نصرة المظلوم على الظالم انطلاقا من النصوص الدينية وتكوين جيش وطني من العراقيين والجامعة العربية مدعوما بالطيران العربي فقط من أعضاء الجامعة العربية لطرد الدواعش من الأراضي العراقية والسورية بعيدا عن التدخلات الخارجية مهما كانت مبرراتها، ولا يمكن أن يطرد العرب بأي حال من الأحوال إلا العرب أنفسهم.