نحمد الله أننا نعيش في مجتمع مسلم متكاتف ومتحاب يحب بعضه بعضاً، قائم على الأخوة الإسلامية ومبدأ الشريعة الإسلامية (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) (لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى) وهذا ديدن هذه الدولة وشعارها، نعيش في مجتمع عائلي لا فرق بين الحاكم والمحكوم، نعيش في مجتمع تحكمه (أسرة آل سعود)، لكن هذا الحكم يختلف عن بقية الحكام وحكمهم لشعوبهم ومواطنيهم هذا الحكم لأسرة آل سعود حكم يتسم بسياسة الباب المفتوح دون حجاب أو حاجر دون رهبة أو خوف يستطيع أي مواطن وحتى المقيم على هذه الأرض الطيبة مقابلة حاكم هذا البلد وأمراء المناطق وجهاً لوجه ليس هناك (بروتوكولات) أو تعقيدات مملة أو منفرة، وبناء على هذه السياسة الحكيمة منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى في عهد (الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب اللذين تكاتفا وتعاونا في إصلاح مجتمع الجزيرة الذي منه المجتمع السعودي حيث كان المجتمع يمارس بعض العادات والخرافات الشركية التي تخرج عن الملة، فجاء الشيخ محمد بن عبدالوهاب (فصحح الدعوة) ونقى المجتمع من الشوائب المخالفة للعقيدة الإسلامية، فاستمر الحال على هذا المنوال حتى جاء موعد الدولة السعودية الثالثة مروراً بالدولة السعودية الثانية (تركي بن عبدالله آل سعود) فقام الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه عليه سحائب الرحمة بتوحيد هذا الكيان بالتعاضد مع أبناء أسرته وبمساعدة وتكاتف مع أبنائه المواطنين عام (1351) هجرية حيث إن هذا التوحيد لم يأت بين يوم وليلة، إنما جاء بعد جهد ومشقة وتعب استمر أكثر من ثلاثين سنة، وكان هدفه- رحمه الله- من هذا التوحيد أن يتوحد المجتمع وأن يعم الإسلام وإقامة شعائر الله في أرضه معتمداً على كتاب الله وسنة رسوله- صلى الله عليه وسلم- فعم الأمن والأمان أرجاء المملكة التي تعتبر شبه قارة في جغرافيتها، ثم سار أبناؤه من بعده (الملك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله) رحمهم الله حتى عهد خادم الحرمين الشريفين (الملك سلمان بن عبدالعزيز) وكان همهم الأول والأخير خدمة الحرمين الشريفين والحجاج والمعتمرين من شتى بقاع العالم وإقامة شعائر الإسلام والوقوف بجانب إخواننا المسلمين والمستضعفين والأقليات الإسلامية، وهذا ما أكده خادم الحرمين الشريفين (الملك سلمان) أمام ضيوف (المؤتمر العالمي الإسلامي ومحاربة الإرهاب) الذي عقد في مكة المكرمة برعاية منه- حفظه الله- ومما قاله أمام هذا الحشد من الضوف (سمينا بخادم الحرمين الشريفين هذا عزلنا ونسأل الله أن يوفقنا لخدمة الدين والعقيدة) وجهوده حفظه الله ملموسة لخدمة الإسلام والمسلمين سواء في الداخل أو الخارج فهو يرعى في الداخل ويدعم كتاب الله بتنظيم مسابقة (القرآن الكريم كل عام على جائزته- حفظه الله- يشترك فيها أبناء وبنات المملكة العربية السعودية ويوفر لها جوائز نقدية وعينية لهؤلاء المتسابقين والهدف من هذه المسابقة تشجيع حفظ كتاب الله ونشر تعاليمه بين أفراد المجتمع السعودي وتطبيق شرع الله في جميع مناحي الحياة ولا يقتصر هذا على هذه المسابقة بل له حفظه الله أياد طويلة ودعمه لبعض المؤسسات التي لها طابع ونشاط إسلامي (كندوة شباب العالم الإسلامي) كذلك دعم وتشجيع مراكز الدعوة التي تدعو إلى الدخول في الإسلام من المقيمين في منطقة الرياض من مختلف الجنسيات غير المسلمة، فكم قرأنا وسمعنا دخول الكثير منهم في الإسلام وإسلامهم، وقد امتدت جهوده- حفظه الله- إلى الأقليات المسلمة في أروبا كما هو الحاصل في هولندا (والبوسنة والهرسك) ولا يقتصر هذا الدعم وهذه الجهود الإسلامية على الأقليات في أوروبا فقط بل امتد أيضاً إلى الصومال وإثيوبيا وبعض دول أفريقيا ودول المغرب حيث توجد بعض المساجد والمراكز الإسلامية التي انتشر نشاطها هناك، وكان له الأثر الإيجابي في نشر الإسلام وتعاليمه وفهمه الفهم الصحيح على مقولته- حفظه الله- (الإسلام دين الوسطية والتشدد والتعصب يسيء له) حيث يقول الله سبحانه وتعالى {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ.. الآية}