في مساء السبت الموافق 16/5/1436هـ وعلى مدى أربعة أيام متتالية كانت زيارتي الأولى (لمعرض الرياض الدولي للكتاب) وقد أبهرني حقا ما رأيته من كميات الكتب وتنظيم المكتبات والكثير الكثير من العلم النافع والكُتّاب المبدعين؛ وما أدهشني حقا كان توافد الناس من جميع الفئات العمرية ومن الجنسين إلى هذه التظاهرة الثقافية لينهلوا من شتى العلوم وبدأت كغيري بتصفح الكتب وكانت حيرتي كبيرة فيما أختار؛ فكل مكتبة فيها مفيد ولا تخلو من جديد؛ لكنّ غلاء الأسعار النسبي في بعض المكتبات حال بيني وبين ما أريد.
بعد ذلك قررتُ أن أشتري ما أحتاجه فقط في الوقت الحالي من كتب وأترك الباقي ولسان الحال يقول:
إذا لم تكن إلا الأسنة مركب
فما حيلة المضطر إلا ركوبها
انتهيت من جولتي في اليوم الثالث والتي كانت من الصباح إلى المساء وقد أتعبني المسير فإذا بي أرى قسما آخر في المعرض قد خصص للأطفال فيما بدا لي فأردت أن ألقي عليه نظرة؛ تجولت فيه وقد فاجأني وجود بعض المكتبات المهمة التي تعتني بالكتب العلمية في آخر هذا القسم والتي ظننت أنها لم تشارك في معرض الكتاب من الأصل كدار (البشائر ودار العاصمة) وغيرها من الدور!! وهذا ما جعلني أقرر العودة للمعرض في اليوم التالي؛ لم أنتبه في البداية أنهم قد وضعوا قائمة بأسماء الدور والدول التابعة لها، كانت القائمة رائعة وساعدتني كثيرا؛ لذلك يجب على كل من يأتي للمعرض وقد حدد كتبا معينة أو دورا معينة أن يستعين بعد الله عز وجل بالقائمة والأجهزة الإلكترونية لكي يوفر على نفسه الوقت والجهد ولكي يعرف القيمة الحقيقية للكتاب لأني قد لاحظت أن البعض يزيد من قيمة الكتاب المالية!
وقد كان شعار المعرض (الكتاب.. تعايش) حقا ففي هذا المعرض الدولي للكتاب تتجلى أهمية «الكتاب الورقي» وأنه مازال يعتلي سنام الفكر والمعرفة في حين أن البعض يرى أن الكتاب الالكتروني يغني عن الورقي وهذا غير صحيح لا صحيا ولا عقليا وأكبر دليل على ذلك التوافد الهائل الذي نشاهده في هذا المعرض وغيره من المعارض الدولية لطلب العلم والمعرفة.
وسيبقى الكتاب «الورقي» أرض خصبة لكل من يريد حصد ثمار العلم في كل حين، وهو خير جليس كما وصفه أبو الطيب المتنبي حين قال:
أعز مكان في الدنى سرج سابح
وخير جليس في الأنام كتاب
- سلوى بنت عبد الباقي الأنصاري