الجزيرة - محمد السنيد:
يرعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- اليوم الأربعاء (المؤتمر العالمي الثاني عن تاريخ الملك عبدالعزيز) الذي تنظمه جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بهدف تقديم دراسات تاريخية وحضارية حديثة عن تاريخ الملك عبدالعزيز، وإلقاء الضوء على مزيد من جوانب شخصيته وصفاته ومؤهلاته القيادية والإدارية المتميزة، التي مكنته من تأسيس المملكة العربية السعودية، إضافة إلى إبراز الدور الإقليمي والإسلامي والدولي للملك عبدالعزيز والمملكة العربية السعودية في عهده، ومعرفة ملامح النقلة الحضارية التي شهدتها المملكة، وكيف جرى التطور الحضاري والاجتماعي والعمراني فيها، وأيضاً تقوية الانتماء الوطني بطرح نماذج من إنجازات هذه البلاد، وتحقق الوحدة الوطنية، وإدراك أهميتها، إضافة إلى استكمال ما بُدئ به في المؤتمر الأول عن تاريخ الملك عبدالعزيز من رؤى وأفكار ومقترحات، وتوفير موضوعات متخصصة في فترة تاريخ الملك عبدالعزيز والمملكة العربية السعودية في عهده.
بدوره صرّح مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالنيابة الدكتور فوزان بن عبدالرحمن الفوزان موضحاً أن تنظيم الجامعة لهذا المؤتمر الهام يأتي انعكاساً لما تلقاه هذه الشخصية العالمية الفذة، شخصية مؤسس المملكة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - من اهتمام متواصل من قبل الباحثين والمؤرخين على مستوى العالم، واستمراراً للحراك العلمي والثقافي الكبير الذي توليه الجامعة لمجالات المعرفة كافة، خاصة ما يتعلق بتاريخ الوطن بشكل عام، وتاريخ المؤسس ـ يرحمه الله ـ بشكل خاص، فالملك المؤسس - يرحمه الله - حقق إنجازاً عظيماً بتوحيد وبناء هذا الوطن الكبير، وجمع شتاته، ولم شمله على التوحيد والمعتقد الصحيح والمنهج السليم، بعزمه القوي، وشجاعته وفطنته، وذكائه وحكمته، ونفوذ بصيرته، وأمله الكبير، ومحبته لدينه وعقيدته ووطنه وأهله، فأصبحت هذه البلاد في عزة ومنعة وقوة وثبات وازدهار، لفتت أنظار العالم، وأضحت محط اهتمام الباحثين والمهتمين لدراسة سيرة هذا القائد العظيم الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله -.
وأضاف د. الفوزان، أنه بناءً على ما تحقق من نتائج مهمة في المؤتمر العالمي الأول عن تاريخ الملك عبدالعزيز الذي عقدته الجامعة قبل ثلاثين سنة وتحديداً في عام 1406هـ، وما طرح فيه من بحوث رصينة، ونقاشات ثرية ومواد علمية ومعرفية، تناولت جوانب من شخصية المؤسس ـ رحمه الله - وأظهرت الحاجة المتجددة لمزيد من البحوث لإلقاء الضوء على جوانب أخرى من شخصيته الفذة في إدارة الدولة وعن الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية المصاحبة لتأسيس الدولة الفتية وما تنعم به المملكة من ازدهار ونمو وتطور تحت قيادة رشيدة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير مقرن بن عبدالعزيز وسمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز- حفظهم الله - الذين ساروا على نهج أسلافهم منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، ومن بعده أبناؤه: الملك سعود بن عبدالعزيز، والملك فيصل بن عبدالعزيز، والملك خالد بن عبدالعزيز، وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمهم الله -.
ونوه مدير الجامعة بالنيابة إلى مشاركة 92 باحثاً وباحثة 44% من خارج المملكة يمثلون 17 دولة (ألبانيا ومصر والمغرب والأردن والسودان والعراق وتركيا وأمريكا واليمن والصين والجزائر والهند وإيران والكويت وليبيا وسوريا).
من جانبه، أوضح رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الأستاذ الدكتور عمر بن صالح العمري أن المؤتمر تأتي أهميته من عدة عوامل من أبرزها: أهمية الشخصية التي يتسمى بها المؤتمر، وأهمية موضوعات المؤتمر حيث يتناول تاريخ الملك المؤسس والمملكة العربية السعودية في عهده، وأهمية الرعاية حيث يحظى المؤتمر برعاية واهتمام خاص من خادم الحرمين الشريفين عاشق التاريخ الملك سلمان بن عبدالعزيز-وفقه الله-، وعالمية المؤتمر حيث يشارك في المؤتمر باحثون من مختلف دول العالم، ويكتسب المؤتمر أهمية خاصة من خلال الجهة المنظمة وهي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية التي عرفت باهتمامها برعاية التاريخ الوطني في مختلف مراحله.
وأشار الدكتور العمري إلى أن اللجنة العلمية تلقت كما هائلا من الدراسات والأبحاث التي تناولت حياة الملك عبدالعزيز وأعماله وإنجازاته, وما هذا إلا للإرث الحضاري الذي خلّفه لنا الملك عبدالعزيز، حيث كان الدَّافعَ لمئات الباحثين من المغرب إلى المشرق ليقدِّموا أبحاثهم وجديد دراساتهم المتعلِّقة بالملك عبدالعزيز والمملكة العربية السعوديَّة، منوهاً بأن اختيار الأبحاث بناءً على محاور جديدةٍ لم يتناولها المؤتمر العالمي الأول, واخترنا منها الأكثر جِدةً في الموضوع والعرض ضمن منهجيَّة البحث العلميَّ المتَّسمة بالأصالة؛ والتي لم يُسبَق لها بالنشر في ندوة أو مؤتمر أو أيِّ مكانٍ آخر.