إن من فضل الله ونعمته على هذا الوطن المبارك، أن هيأ له قادة أوفياء، وحكاماً سادة، جعلوا رضا الله غايتهم، ومصلحة الوطن والمواطنين من أبرز اهتماماتهم، ولا شك أن هذه الوحدة الوطنية التي بدأ مسيرتها الإمام المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - طيب الله ثراه-, أعظم وحدة عرفها التاريخ المعاصر حيث توافرت فيها كل مقومات الوحدة الشرعية, وتحقق بسببها لهذا الوطن الأمن والأمان, والتقدم والنماء، وذلك بفضل الله - عز وجل - ومنته ثم بما بذله قادتنا المخلصون الأوفياء من جهد وما أخذوا به من أسباب.
والمتأمل في هذه الوحدة يجد أنها تأسست على قواعد متينة وثوابت راسخة نابعة من الكتاب والسنة امتدت بفضل الله - عز وجل - عشرات السنين وما زالت قوية تنهل مناهلها من أفضل كتاب أنزل ومن خير هدي أرسل تسير على نهج قويم وبصيرة من الله ونور لا غلو ولا تطرف ولا إفراط ولا تفريط بل وسطية واعتدال.
ورجل بهذه الشخصية وتلك المكانة كان لزاماً أن تنظم عنه المؤتمرات وتعقد لأجله الندوات من أجل إلقاء الضوء على جوانب من شخصيته الفذة ومؤهلاته القيادية وجهوده المباركة التي مكنته من توحيد المملكة العربية السعودية، لذا فقد بادرت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية مشكورة بتنظيم المؤتمر العالمي الثاني عن تاريخ الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - والذي هو امتداد للمؤتمر العالمي الأول الذي عقد في رحاب الجامعة في وقت سابق ويهدف إلى تقديم الدراسات التاريخية والحضارية الحديثة عن تاريخ الملك عبدالعزيز، إضافة إلى إبراز الدور الإقليمي والإسلامي والدولي للمملكة العربية السعودية في عهده رحمه الله، وذلك حتى يربط حاضر الوطن المجيد بماضيه التليد.
أسأل الله أن يبارك في جهود القائمين على هذه المؤتمر المبارك وأن يوفقهم ويسددهم لما فيه الخير والصلاح وكما أسأله سبحانه أن يديم علينا وحدتنا، وأن يحميها من كل مسببات الضعف والزوال.
د. أسماء بن عبدالعزيز الداود - وكيلة عمادة الدراسات العليا