بات هذا الفيروس المسمى (كورونا) المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية مقلقا بل مخيف للناس في أقطار الأرض عامة وللمواطنين في بلادنا خاصة من أقصاها إلى أدناها. كثيرا ما نسمع عن أخبار هذا الفيروس وضحاياه عبر وسائل الإعلام المختلفة المقروءة منها والمسموعة والمشاهدة في مدن ومحافظات متعددة في المملكة دون أن نرى جدية من وزارة الصحة والجهات المسؤولة الأخرى في التصدي لهذا الوباء، وعمل التدابير والاحتراز اللازم وتثقيف المواطنين حول هذا المرض للوقاية منه وكيفية التدابير عند الإصابة به لا سمح الله لأنه مرض خطير وقاتل، وقد ينتشر انتشار النار في الهشيم ومن ثم يتفاقم علاجه وتصعب السيطرة عليه ويكبر الخرق على الراتق كما يقال، وقد كشف مركز القيادة والتحكم التابع لوزارة الصحة أن عدد الإصابات بالفيروس 899 منذ شوال 1433هـ (يونيو 2012م) من بينها 488 حالة تماثلت للشفاء و27 حالة تحت العلاج، إضافة إلى حالتين معزولتين منزلياً، أما الوفيات فبلغت حصيلتها 382 حالة. عدد ليس بسيطا ويقال: إن هذا المرض سببه الرئيس التحور الجيني للفيروس وعدم توافر لقاح مضاد له، بالإضافة إلى عدم اهتمام الشركات ومراكز الأبحاث لإنتاج اللقاح لعدم وجود مردود ربحي مغرٍ.
سبحان الله أصبحت حياة البشر تباع وتشترى لأننا أصبحنا في عالم مادي بحت، ودليل ذلك تلك الحروب الطاحنة التي تهلك الحرث والنسل ووراءها مخابرات تعمل لمصالح دول وشركات سلاح خاصة لتبيع ما لديها من الأسلحة الفتاكة، دون أي وجود للضمير الإِنساني، والآن نرى كذلك شركات الدواء تتحكم في حياة البشر، يجب أن يعمل الجميع يد بيد متكاتفين ومتعاونين للتصدي لهذا الفيروس الخطير وأن يكون للصحة العالمية دور بارز في التصدي له، وعمل البحوث العلمية وانبثاق لجان لمتابعة تطورات هذا المرض وانتشاره والابتعاد عن الشائعات المغرضة.
أسال الله أن يكتب الشفاء والعافية لكل المرضى بهذا الداء وان يكتب الصحة والعافية للجميع والله من وراء القصد.