عندما نتحدث عن الإرهاب فإننا نتحدث عن عملة مزيفة مغطاة بالإجرام والجنوح عن الطريق الصحيح.. والإرهاب مقوماته إيجاد الخوف والرعب والاضطراب على جماعة أو أفراد ليس لهم ذنب، وهو في المسميات يختلف ولكن مسماها ينصب في قالب الترويع والتخويف وزرع الرعب والفزع عن طريق أعمال العنف والقتل والتخريب والتهديد، ولأي سبب سياسي أو ديني أو مادي وقد تعدى حدود الشيطانية إلى الإرهاب الجنسي وهتك أعراض المسلمين الآمنين.
والإرهاب في تعريفه هو في منظومة الإجرام والعداء للغير بدون حق يؤخذ به وهو عنصر إجرامي يتلذذ بالاعتداء على الغير، وهو من الناحية السلوكية إنسان غير سوى يجد في راحته القتل العدواني والتخريب والاغتصاب.
يقول الله سبحانه وتعالى {وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ. الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ. فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ. فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ} (10-13 الفجر) وقد أورد القرآن الكريم كثيراً من النصوص في الإرهاب؛ سواء قاطع طريق أو مفسد في الأرض، كما قال الله تعالى {إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ}.
وللإرهاب عدة أوجه ومسميات، ومنها الإرهاب الفكري وهو من أخطر أنواع الإرهاب ففيه تدمير العقول وقتل الحريات ويسلب الإنسان أغلى ما يملك وهو العقل ويجعله طوعاً لما يملى عليه من أفكار مسمومة وتعديات إجرامية في المجتمع أو الفرد. والإسلام ينبذ العنف والتعدي على الممتلكات أو الأعراض. ويا حبذا لو تجمع سلامة الموقف مع نبل الهدف؛ أما لو كان العكس وابتداع أفكار سيئة تهدف عملاً إجرامياً تراق فيه الدماء ويزرع فيه الخوف.. ولو تمعنا في الكيفية أو الهيئة لهذا الداء المتعجرف على الأفراد أو المجتمع لوجدنا أنه يتمثل في عمل قبيح يطل على أي مجتمع فيخلف دمارا وقتلا وتشريدا. والإسلام دين السلم فهو ينبذ الأيديولوجيات العنصرية المبنية على الغطرسة والعنف المتمثل في الإرهاب تحت عنوان الإصلاح أو التحرر القائم على نفي أو إلغاء الآخرين.. وهو بعيد كل البعد عن القصد الشريف والطريق الصحيح.
وفي الختام، أدعو علماء الأمة ومثقفيها وقراءها وأصحاب الرأي السديد والحكمة إلى محاربة هذا النوع من الإرهاب والمساهمة في مشروع نهضوي عنوانه محاربة الإرهاب الفكري.. وإعلام الأمة ما يؤول عليه هذا الإرهاب من ظلم وجرم يهدف إلى إثارة الخوف والتمادي في السلوكيات الخاطئة، وما ينبثق من خلالها من هدم وتفريق واغتيال بغير حق.
- أبها