صدر قبل أيَّام أمر خادم الحرمين الشريفين بتعيين المهندس محمد الماضي رئيساً للمؤسسة العامة للصناعات العسكرية، وقد لفت هذا التعيين أنظار الكثيرين، خاصة ممن يتطلعون إلى نقلة نوعية في عطاء مؤسسات الوطن المختلفة.
محمد الماضي الذي جاء من أكبر مؤسسة صناعية متخصصة ليس على المستوى المحلي بل على المستوى العالمي ننظر إلى مقدمه ورئاسته لهذه المؤسسة أن ذلك يعني نقلة كبيرة جداً لهذه المؤسسة الصناعية العسكرية، وأن ذلك يعطي مؤشراً إلى أننا سوف نكون بلداً مصنعاً لبعض احتياجاتنا من السلاح.
وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان لا شك أنه رجل مختلف بكل ما تعنيه كلمة مختلف، ولذا فإنَّ اختياره لهذا الرجل ليرأس هذه المؤسسة الصناعية العسكرية له ما بعده، فالمهندس الماضي صاحب خبرة طويلة ودراية مكينة، مما يجعلنا فعلاً نوقن بأن حدثاً مدوياً جميلاً سيلمع في سماء هذه المؤسسة الصناعية.
التصنيع العسكري من الأهمية بمكان، وحاجة القطاع العسكري لبعض المعدات العسكرية الممكن صناعتها محلياً كبير جداً، ومن سبر المسارات العلمية لدى شباب وطننا يعلم أنهم - بإذن لله - قادرون على منحنا الاكتفاء الذاتي، بل لا أبالغ إذا قلت التصدير لمنطقتنا العربية لكثير من القطع العسكرية المهمة.
الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) كما هو معلوم شركة عملاقة، قاربت نسبة السعودة فيها 100 في المئة، وهذا يعني أن شباب الوطن قادرون بإذن لله على التحدي ونقل وطنهم من مستهلك إلى مصدر ومنافس في صناعات أساسية ومهمة، فقط نمنحهم الثقة ونعطيهم ونهيئ لهم الإمكانات، والمهندس محمد الماضي يعلم ذلك كونه الرجل التنفيذي لهذه الشركة العملاقة، ولذا فلن يكون الجو مختلفاً كثيراً عليه، خاصة فيما يتعلق بالإبداع والمبدعين.
إننا في مرحلة تستوجب على مؤسسات الدولة العناية بما يحقق للوطن نقلة نوعية في كل ما يمكن أن يكون داعماً للتنمية، ووضع وطننا على خريطة الدول المصدرة لا المستهلكة، ومن الأهمية بمكان أن يكون تصديرنا متنوعاً ونوعياً.
سابك أمس واليوم الصناعات العسكرية مسؤولية ضخمة جداً تُناط بهذا الرجل الذي تشرئب الأعناق اليوم إليه أملاً في أن نرى هذه المؤسسة الصناعية العسكرية علامة بارزة في سماء الوطن.