الجزيرة - غدير الطيار:
يحتفل العالم في الثامن من آذار من كل عام باليوم العالمي للمرأة، فقد حققت المرأة حضوراً بارزاً ومتميزاً في العديد من القطاعات المختلفة وتجاوزت العادي والمألوف إلى الإبداع الإنساني.
فهي تشارك الرجل مشاركة فعالة في جميع ميادين الحياة، وفي لمحة تاريخية عن المرأة العربية السعودية نرى أنها استطاعت إثبات حضورها جنباً إلى جنب مع الرجل في تقلدها مناصب عده، كما أولت القيادة الحكيمة من لدن خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه وإخوانه من قبله اهتماماً كبيراً لتمكين المرأة من أخذ دورها الريادي الفعال في بناء المجتمع ولاسيما بعد دخول المرأة مجلس الشورى حيث مكنت من خوض معترك الحياة ودخولها مختلف الميادين التي مهدت لتسلمها المناصب القيادية.
على ضوء ذلك أوردت الأميرة هدى العياف المساعد للشؤون التعليمية بوزارة التعليم (سابقا) قائلة الدولة دعمت المرأة بشكل كبير وفتحت لها مجالات عديدة من أهمها ابتعاث الفتيات للحصول على أعلى الدرجات العلمية في أفضل الجامعات العالمية وبالتالي نتمنى إن نرى هذه المرأة المؤهلة وقد شاركت في المناصب القيادية في الدولة بما يتناسب مع هذا التأهيل العالي وبالأخص في المجالات التي تهم المرأة مثل الشؤون الاجتماعية والتعليم.
كما تحدثت الأستاذة اعتماد عبد العزيز النعيم مديرة في شركة قطاع خاص وقالت برزت المرأة السعودية بعهد خادم الحرمين واحتلت مكانا يليق بها وفق تعاليم الشريعة الإسلامية في مختلف المجالات العلمية والأدبية والطبية وكانت صورة مشرفة يحتذى بها، ومما لا شك فيه أن يوم المرأة العالمي يتيح لهن التفكير بالقضايا الشائكة التي لازلن يواجهنها وتحتاج إلى إعادة النظر فيها كقضايا المطلقات والأرامل.
ومن جانبها قالت الدكتورة موضي بنت عثمان الموسى المستشارة والمشرفة العامة على القسم النسائي بوكالة التخطيط والمعلومات بوزارة التعليم نحتفل هذا اليوم بيوم المرأة العالمي وذلك للاحتفال بالدور الاستثنائي الذي تقوم به المرأة في النهوض بالمجتمعات.
وقد اتخذت الأمم المتحدة شعار هذا العام للاحتفال بهذا اليوم (تمكين المرأة- تمكين الإنسانية) والذي سيسلط الضوء على مؤتمر بكين(1995) والذي يعتبر خارطة طريق تاريخية لتأكيد حقوق المرأة في الحصول على حياة كريمة والعيش في مجتمع خال من التمييز. فمما لا شك فيه أن إنشاء جيل واعٍ كريم قادر على المساهمة الفاعلة في النهوض بمجتمعه يتطلب وجود أمهات واعيات نشأن في مجتمعات تضمن لها حق اعتبارها والتعامل معها كإنسان مستقل ذي كرامة آدمية مساوية تماما لأخيها الرجل.
وتتمتع المرأة في المجتمع السعودي بكامل الأهلية بحقوق ضمنتها لها الشريعة الإسلامية والدولة، فالنظام الأساسي للحكم في المملكة يقوم على أساس العدل والشورى والمساواة وفق الشريعة الإسلامية وأكد عليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله رحمه الله و يسير على نهجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان أيده الله وذلك بتمكين المرأة السعودية والتعامل مع قضاياها باعتبارها مواطنة مثلها مثل الرجل في الحقوق والواجبات.
فما وصلت إليه المرأة اليوم من قيامها بأدوار حيوية وفاعلة على مستوى محلي أو دولي في القيام بواجباتها النهضوية يستحق الإجلال والتقدير ولا نزال نطمح إلى المزيد بإذن الله.
ومن جانب متصل عبرت فاطمة القحطاني مستشار التدريب ومساعدة القسم النسوي بمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني قائله: إن النساء شقائق الرجال ولا أجمل ولا أكمل من هذا المنهج في التعامل مع المرأة ووضعها في الوقع المناسب واللائق بكرامتها ما أجمل أن نستشعر قوة التكريم بتميزنا كنساء مسلمات لنا خصوصية وعناية تجعل من الوعي بالحقوق ميزانا حقا ومن القيام بالواجبات كرامة ولذلك سطر التاريخ أسماء نساء مؤثرات وفاعلات أحدثن فرقا دون شرخ في سياج الخصوصية فهاهي آسية بنت مزاحم تصنع علامة فارقة من قلب بيت الفرعون ومريم ابنة عمران الطاهرة تحمل للعالم النور وخديجة بنت خويلد تشد من أزر الرسول صلي الله علية وسلم في بدايات الدعوة وتواسي الزوج والنبي بمالها وتقاسمه الهم وتتحمل الأعباء وتكمل المسيرة الصديقة بنا الصديق وسيدات البيت النبوي وبعدهن الكثيرات ممن ترسمن خطاهن وسرن علي ذات الدرب فاللهم اجعل لنا فيهن قدوة ونبراسا.
كما أشارت بدور بنت عبدالله السديري فنانة تشكيلية سعودية والتي حازت على جوائز دولية في الفنون ومتخصصة بإدارة مشاريع في الفنون قائله أن المرأة السعودية ساهمت في التنمية وبناء المجتمع بشكل فعال خصوصا بما يتعلق بتطوير مجالات الثقافة والفنون البصرية على جميع الأصعدة وأن المرأة السعودية اليوم تنافس عالميا على المراكز الأولى بمختلف المجالات وهذا مؤشر مهم للوعي والاهتمام الذي تحظى به من المجتمع بشكل عام . فقد كانت نسبة السيدات السعوديات في استفتاء سيدتي السنوي عاليا . واليوم المرأة السعودية تشارك مجتمعها في الخطط التنموية وتطورها وتساهم ببناء جيل مثقف وواع مهتم بكل مأمن شانه رفع الذائقة الفنية والإبداعية.
وبدورها قالت الدكتورة دليل بنت مطلق بن شافي القحطاني مديره قسم القاعات بالمتحف الوطني والهيئة العامة للآثار والسياحة إن القاعدة الإسلامية العظيمة في حق المرأة هي قاعدة العدالة والإنصاف في قوله صلى الله عليه وسلم ( إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ) أخرجه أحمد في المسند وأبو داود في سننه .
من هذا المنطلق يعتبر اليوم العالمي للمرأة في المملكة تذكيرا بإنجازاتها في شتى المجالات فقد اتخذت خطوات مشهودة في مشاركتها في البناء فها هي تشق طريقها متمتعة بحقوقها والتي لازلنا نريد المزيد منها لتستطيع من خلالها الوقوف مع أخيها الرجل صفا بصف مكملة له لتحقيق مجتمع متكامل ففي مجال الآثار والمتاحف هناك نساء رائدات يحملن مؤهلات عالية ورغم حداثة العهد بهذا التخصص إلا إنهن أبدعن فيه وبجدارة في استقبال زوار المتحف وإرشادهن وإقامة أنشطته وبرامجه وتطبيقها مما يعكس دور المرأة الفاعل في المجتمع ونأمل إتاحة المزيد من الفرص لها لتتمكن من العطاء المتواصل في ظل ما تتمتع به بلادنا من امن وأمان في ظل حكوماتنا الرشيدة.