بغداد - نصير النقيب - الجزيرة:
طرح رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عمار الحكيم خيار المصالحة مع العراقيين المنضوين في تنظيم «داعش»، مبيناً أن العراقيين يشكلون 90 في المئة من التنظيم المتشدد في البلاد.
وقال الحكيم خلال لقائه صحفيين عراقيين في بغداد إن العراقيين كانوا يشكلون 10 في المئة من تنظيم القاعدة بالعراق، بينما يشكلون الآن 90 في المئة من الداعش والبقية من جنسيات عربية وأجانب، اعتبر الحكيم ذلك مؤشراً على وجود «خلل كبير» في العملية السياسية بعد العام 2003، مشدداً على ضرورة فحص الواقع السياسي في البلاد بـ»دقة ووعي ومسؤولية» قبل أن يقود ذلك العراق إلى التقسيم، وقال الحكيم إن التقسيم «سيفتح أبواب جهنم على العراقيين من خلال حمامات دم مؤلمة»، مضيفاً أن «التقسيم ليس خياراً يمكن لأحد أن يراهن عليه، لأن خسارتنا ستكون خسارة كبرى لا محالة.
وأشار إلى أن «صدور جميع الفرقاء تتسع للاختلاف في الرأي تحت مظلة العمل الوطني المستمر لإنقاذ العراق من شرور الإرهاب»، وشدد الحكيم بالقول «لا خيار أمام العراقيين سوى خيار المصالحة. وتعتبر حكومة بغداد جميع العراقيين المنضوين في صفوف داعش «إرهابيين» وتعدهم عدواً لها في الحرب التي تخوضها في أجزاء واسعة من البلاد وعلى مدى ثماني سنوات من حكم رئيس الوزراء الأسبق، إذ شكا السنة من تهميشهم واتهموا الحكومة بتضييق الخناق عليهم عبر قوانين مكافحة الإرهاب واجتثاث البعث وتطبيق سياسات طائفية عليهم، فنظموا احتجاجات على مدى أشهر طويلة بدءاً من أواخر 2012 ضد سياسات الحكومة.
ويقول سياسيون وشيوخ عشائر سنة إن داعش استغل مشاعر الاستياء لدى السنة لاستمالتهم إلى التنظيم المتشدد وخاصة بعد فض الاحتجاجات بالقوة في عدد من المحافظات، ولا يمكن على المدى القريب تصور أية مصالحة مع العراقيين المنضوين في داعش نظراً إلى بشاعة المجازر المتهم بارتكابها المتشددون في البلاد منذ صيف العام الماضي، أمنياً أفاد مصدر محلي في ديالى بمقتل وجرح 10 مدنيين من جراء انفجار سيارة ملغومة وسط ناحية بني سعد الواقعة على بعد 18 كم جنوب غرب بعقوبة وانفجرت سيارة مركونة قرب ملعب رياضي مما أدى إلى مقتل مدني وجرح 9 آخرين إلى جانب إلحاق أاضرار مادية بعدد من المحلات التجارية والمباني وحرق وتضرر عدد من السيارات وشهدت ناحية بني سعهد خلال الأعوام الماضية سلسلة هجمات بالسيارات الملغومة والعبوات استهدفت الأسواق الشعبية والملاعب الشعبية وأوقعت عشرات القتلى والجرحى، وكما أفاد مصدر أمني بمقتل شخصين وإصابة 25 في تفجيرين متعاقبين وقعا في طوزخورماتو شرق تكريت، وقال ووقع التفجيران على مقربة من مقر حزب كوردي ومعظم التفجيرات التي يشهدها العراق يتبناها لاحقاً تنظيم داعش.