غزة - رندة أحمد - بلال أبو دقة - الجزيرة:
شيَّعت جماهير فلسطينية غفيرة بمخيم الشاطئ غرب مدينة غزة جثمان الصياد الفلسطيني الشهيد «توفيق سعيد أبو ريالة - 34عاماً» الذي استُشهد جراء إطلاق الزوارق البحرية التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي النار عليه قبالة بحر غزة.
وتقدم المشيعون نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية وسط هتافات تطالب المقاومة الفلسطينية بالرد على خروقات والاعتداءات الإسرائيلية بحقهم.
وأعلنت مصادر طبية عن استشهاد صياد السمك «أبو ريالة»، وأكد - الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، الطبيب أشرف القدرة - استشهاد الصياد أبو ريالة متأثراً بجراحه التي أصيب بها في بطنه صباح السبت بعد أن أطلقت الزوارق الحربية الصهيونية النار باتجاهه، وقامت باعتقال صيادين آخرين ومصادرة مراكبهم.
وتتعرض قوارب الصيادين الغزيين بشكل شبه يومي لمضايقات من زوارق الاحتلال المنتشرة على طول سواحل غزة، وينجم عنها إصابات بصفوف الصيادين إلى جانب إلحاق أضرار مادية بقواربهم.
وأعلنت نقابة الصيادين الفلسطينيين «السبت» عن تعليق العمل في مهنة الصيد لمدة ثلاثة أيام احتجاجاً على استشهاد الصياد - أبو ريالة.
وقالت نقابة الصيادين الفلسطينيين في غزة: «إن مهنة الصيد أصبحت في مرمى النيران الإسرائيلية، وكل يوم يتعرض فيه الصيادون الغزيون للموت والخطر.. بدروه أكد مركز الميزان لحقوق الإنسان في غزة، أنه وثق، (49) انتهاكاً ارتكبتها قوات الاحتلال بحق الصيادين الفلسطينيين اعتقلت خلالها (49) صياداً وأوقعت (17) جريحاً واستولت على (12) قارباً للصيد وخرّبت معدات الصيد في (9) حالات أخرى».
ونبقى في قطاع غزة، حيث أُصيب المزارع الفلسطيني (صادق محمد العاصي - 34 عامًا)جراء انفجار جسم من مخلفات الاحتلال في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وقال الناطق باسم وزارة الصحة، الطبيب أشرف القدرة: «إن الصياد أصيب بشظايا في الصدر وبتر في إصبع يده جراء انفجار الجسم المشبوه».
وأُصيب عدد من الفلسطينيين جراء الأجسام المشبوهة التي تركها الاحتلال عمداً في المناطق الحدودية والزراعية في قطاع غزة بعد الحرب الصهيونية الأخيرة في صيف العام الماضي.
وأفاد مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية أن الأسير الفلسطيني «إبراهيم الجمَّال - 31 عاماً» من مخيم العروب قضاء مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية فقدَ النطق والبصر داخل السجن الإسرائيلي.. ونقل مركز أحرار عن زوجة «الجمَّال» أنها توجهت لزيارة زوجها في - سجن إيشل الإسرائيلي - ولم ينطق ولم يتحدث بكلمة واحدة ولم يكن يرى، وحينها انهارت العائلة لحالة نجلها الذي وقع مغشياً عليه وتم نقله لعيادة السجن.. وقال مدير مركز أحرار - فؤاد الخفش -: «إن حالة الأسير الجمَّال من أصعب الحالات، واعتقل وهو يعاني من مرض عضال (سحايا الأغشية الدموية)، الأمر الذي أثّر على الجهاز العصبي للأسير الأب لستة أطفال».
في غضون ذلك، أفاد مركز أحرار لدراسات الأسرى أن الاحتلال يواصل اعتقال الأسير الفلسطيني الكفيف «عز الدين عمارنة» - 45 عاماً -.. ويعمل الشيخ «عمارنة» موظفاً في وزارة الأوقاف الفلسطينية، ومحاضراً في قسم الشريعة الإسلامية بجامعة القدس، ويُعتبر هذا الاعتقال هو الخامس في حياة الأسير، ويبلغ مجموع ما أمضاه في سجون الاحتلال قرابة سبع سنوات.
وفي سياق متصل أفاد مركز أحرار لدراسات الأسرى، أن الاحتلال ينتهك خصوصيات الفلسطينيين، ولا يراعي لهم بالاً أثناء عمليات اعتقالهم خصوصاً في الآونة الأخيرة، مشيراً إلى ارتفاع عدد الفلسطينيين الذين تم اعتقالهم من غرف نومهم بعد تفجير باب المنزل الرئيس، والدخول بشكل سريع ليتم انتزاع المستهدف من على سريره ويتم اعتقاله وهو بملابس نومه.
إلى ذكر تقرير صادر عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين أن قرابة (6500) أسير فلسطيني يقبعون في أكثر من 22 سجناً ومركزاً إسرائيلياً للتوقيف في ظروف صعبة ومقلقة.
وأفاد التقرير الذي «حصلت الجزيرة على نسخة منه» بأن من بين الأسرى 21 أسيرة، و230 طفلاً، وأكثر من (1000) أسير يُعانون من أمراض مختلفة، من بينهم 180 يعانون من أمراض مزمنة وخطيرة كالسرطان والشلل وأمراض القلب وغيرها، ويحتاجون لرعاية صحية دائمة.