لا يخفى على الجميع ما يحدثه نشر الخبر أو نسبة معلومة لأحد، سواء أكان ساراً أو سيئاً على نفوس المتلقين. لذلك فقد حث الشرع على التثبت والتأني في نقل الأخبار، أو نسبتها لأحد، وبما أننا في زمن العولمة وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي وشبكة النت أصبح العالم اليوم كقرية، وبات نقل الخبر يسيراً وسهلاً، والتواصل مع العالم أمر سهل، ومع الأسف أن هناك من استغل هذه المواقع في نقل المسيء أو في نسبته لآخر بغرض التشفّي أو إثارة الفتنة، أجارنا الله وإياكم منها (الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها)، كما أن أدب الإسلام في نقل ما يسمعون بالإسناد والتثبت من صحة هذا المنقول، وصحة نسبته لفلان أو فلان، حتى لا نقع في المحذور.
انظر يا رعاك الله إلى هذا الأدب القرآني، حيث قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}، والفاسق: هو العاصي، المنحرف، لكن مع الأسف أن بعضاً ممن تسول لهم أنفسهم في نقل هذه الأخبار المغرضة يعلمون علم اليقين بأن هذا الخبر كاذب ومع ذلك يتبناه، وينقله بل ويدافع عنه دون تبين وتيقن.
وفي اهتمامنا نحن المعنيين بتاريخ وطننا وكل مكوناته الاجتماعية الكريم، بدأنا نعاني من فئة تدس السم في الدسم، وتنسب لقرى ومدن وقبائل وأسر وأخبار لا تصح، بل وتسيء لسمعة الوطن والمواطن من خلال هذه الأسر، وهذا إجرام شرعي وأخلاقي كبير.
ففي صفحات الإنترنت أناس كثر ألصقت بهم تهم ما أنزل الله بها من سلطان، فكثر الطعن في الصالحين، والأبرياء من أطياف المجتمع والأعراض، حتى رسولنا صلى الله عليه وسلم طعن فيه عبر هذه الصفحات، فهي وحل ومرتع لأصحاب الخلق السيئ فأصبحوا منظرين وكتاباً لا يشق لهم غبار في كثير من الفنون، وذلك لعدم وجود رقابة وضوابط حازمة توقع بمثل هؤلاء أشد العقوبات، وبأصحاب المواقع بالدرجة الأولى، لذا فإنني أناشد ولاة أمرنا في التصدي لمثل هذه المواقع وإنزال العقوبة بهم، سواء التشهير بهم والتحذير منهم مع سجن وغرامة، حتى يدققوا بما ينشر لديهم ويتأكدوا من صحته.
وإشارة لما نشر في كثير من المواقع من أخبار عني حول عدد من القبائل والأسر والأشخاص، فإنني أنفي كل ما ذكر عني وإنني بريء منه، وأقسم بالعلي القدير أنه ليس من كتاباتي ولم أتطرق لذلك في كتاباتي أو رواياتي، وسبق أن نوهت عن ذلك في صفحتي بتويتر وإنني بريء منه براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام، وأن من قام بمثل هذه الأعمال ليس مستغرباً عليه أنه يهدف إلى زحزحة اللحمة الوطنية التي ننعم بها في ظل قيادتنا الرشيدة ورجالنا الأوفياء أمثالكم، حسبنا الله ونعم الوكيل والله يحفظنا وإياكم من كل مكروه، والله الموفق.
- نايف بن غبن الوسمي