نحمد الله أن حكامنا وأمراءنا من بيئتنا الاجتماعية يعيشون معنا ونعيش معهم في بيئة هذا الكيان العزيز مترامي الأطراف في جغرافيته بعد توحيده على يد موحّد هذا الكيان ومؤسسه الملك عبدالعزيز - طيَّب الله ثراه أنزل عليه سحائب الرحمة إن شاء الله- وأصبحنا بعد هذا التوحيد عام 1351هـ لحمة وطنية واحدة لا فرق بيننا وبينهم نعيش معهم دون حجاب أو حاجز أو خوف، وبناءً على هذه السياسة التي يندر وجودها في بلدان العالم صار المجتمع مجتمعاً متماسك الأطراف يشد بعضه بعضاً وهذه ديمقراطية الإسلام (لا حزبية ولا تكتلات) وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ ، إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ.
ويقول نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».
وهذا منهج الأسرة الحاكمة وديدنها وشعارها، فمنذ توحيد هذا الكيان - كما أشرنا- وهذا المنهج الذي رسمه موحّده وحكامنا وأمراؤنا يسيرون عليه من الكبير إلى الصغير من الملك إلى أمير المنطقة، ومن سلالة هذه الأسرة المباركة الأمير عبدالعزيز بن مساعد آل سعود الذي ساند ووقف مع جلالة الملك عبدالعزيز وضحى من أجل الوطن في وقت كانت الحياة والمعيشة فيها نوعاً من الصعوبة والتقشف ولكنه صبر فظفر، حيث شارك وساهم مع الملك عبدالعزيز في فتح مدينة الرياض هو وبعض الأمراء والمواطنين عام 1319هـ، حيث يشار إلى هؤلاء بالبنان في قوة دينهم وعزيمتهم وشجاعتهم. وعند توحيد هذا الكيان عيَّنه الملك عبدالعزيز أميراً لمنطقة القصيم، ثم أمير لمنطقة حائل، حيث عمَّ الأمن والأمان ورغد العيش في هذه المنطقة كغيرها من مناطق المملكة، وقد أنجب سموه بعض الأولاد ذكوراً وإناثاً وكان من بينهم صاحب السمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد أمير منطقة الحدود الشمالية حالياً، حيث عمَّ هذه المنطقة الاستقرار ودبت فيها التنمية في جميع مناحي الحياة لا سيما أنها منطقة مهمة لوجود أراضيها بالقرب من حدود بعض الدول المجاورة.
أما الابن الآخر وهو صاحب السمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد هذا الرجل الذي تربى أحسن تربية وتنشئة اجتماعية إسلامية صحيحة وسط أسرة والده المشهورة بالوازع الديني القوي والورع والزهد في الدنيا فنشأ وترعرع على حب الخير ولين الجانب ودماثة الخلق يوقر الكبير ويعطف ويحن على الصغير، وسار في طريق حياته التعليمية حتى أصبح بوظيفة (مظلي في أحد القطاعات العسكرية)، وأصبح ينظر إليه لقوة شخصيته التي تتسم بالاستقامة والصلاح وبناءً على هذه النظرة من ولاة أمرنا تم تعيينه (نائباً لأمير منطقة تبوك)، حيث عمل في هذه المنطقة ردحاً من الزمن بجانب أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك فأصبح الساعد الأيمن لسموه فأنجز بعض مشاريع التنمية وتابعها عن طريق (مجلس المنطقة) بتوجيه من سمو أمير المنطقة فكان له بعض مشاريع التنمية وتطويرها في مختلف المجالات وخاصة المجال الزراعي باعتبار أن المنطقة منطقة زراعية فكان قريباً من الأهل وأعيان المنطقة فأحبهم وأحبوه وأصبح جزءاً منهم يشاركهم همومهم وأفراحهم في مجلسه في إمارة المنطقة أو في مجلسه في قصره، ونظراً للنظرة الثاقبة من ولي أمرنا صدر أمر بتعيينه نائباً لأمير المنطقة الشرقية إلى جانب أمير المنطقة آنذاك صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز ثم إلى جانب أمير المنطقة الحالي صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز فأصبح السند والعون له بعد الله سبحانه وتعالى، فعمل سموه كنائب لأمير المنطقة وكان له بصمات واضحة في مشاريع المنطقة وإنجازها بتوجيه من أميري المنطقة فأصبح يشارك المواطنين (في أفراحهم وأتراحهم) ويساعد المحتاج والفقير منهم وأصبح مجلسه مفتوحاً لهم دون رهبة أو خوف أو حجاب، واستمر إلى أن صدر الأمر الكريم بتعيين سموه (أميراً لمنطقة نجران) بمرتبة وزير، وهذه الثقة من حكيم العرب لم تأت من فراغ إنما جاءت من نظرة ثاقبة، حيث إن سموه يستحق هذه الثقة لما لمسه في سموه من الاستقامة والتدين والجد والاجتهاد في أعماله السابقة والزهد وحب الخير للناس ومساعدتهم، فهنيئاً لأهل منطقة نجران شيوخها وقبائلها ورجالها ونسائها وشبابها، وندعو لسموه بالصحة والعافية والتوفيق له في عمله وأن يمده الله بعونه وتوفيقه.