الجزيرة - زيد السبيعي:
حذر الدكتور صالح بن زيد العنزي الأستاذ بكلية الإعلام والاتصال بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية من ظاهرة الإشاعة التي أخذت مكانا واسعا في وسائل التواصل الاجتماعي وأصبحت مادة ثرية تسري وتنتشر بسرعة هائلة، بسبب أن الخبر في هذه الوسائل يصل للفرد بشكل مباشر وليس مثل الإعلام التقليدي الذي يمر عبر قنوات ويخضع لفلترة معينة حتى يصل للجمهور بالنهاية.
جاء ذلك في تصريح له بمناسبة تنظيم كلية الإعلام والاتصال بالجامعة مؤتمر (وسائل التواصل الاجتماعي .. التطبيقات والاشكالات المنهجية) الذي ينطلق غداً الاثنين، وقال: إن الوضع الآن أصبح مختلفا مع وسائل التواصل الاجتماعي فالفرد بنفسه يقوم بدور القائم بالاتصال وأتيحت له الفرصة لكي يكون هو القائم بالاتصال ويعطي رأيه، ونظرا لأن الشعب السعودي شعب محافظ أصبح هناك ظاهرة ما يسمى بالإشاعة وهذه الإشاعة أخذت مكاناً واسعاً في وسائل التواصل الاجتماعي وأصبحت مادة ثرية تسري وتنتشر بسرعة هائلة وعلى سبيل المثال لو أعطيتك معلومة الآن لن تنتشر بسرعة كما تنتشر الشائعة فبالتالي أصبح الفرد نفسه هو الذي يصنع المادة وهو الذي يتأثر ويؤثر وأصبحت وسائل الإعلام التقليدية تحاول أن تحاكي هذه الثورة المعلوماتية والإعلام الجديد وتحاول أن تصل إلى الجمهور عبر هذه الوسائل الحديثة ومع ذلك أصبح الفرد البسيط لا يميل إلى هذه الوسائل ويفضل اللجوء إلى وسائل التواصل الاجتماعي للاطلاع على الأخبار.
ودعا عضو اللجنة العلمية للمؤتمر د.صالح العنزي إلى ضرورة التأكد من مصادر المعلومات والأخبار المنشورة، وقال: هذا الأمر يعود إلى نسبة الوعي الشخصي لدى المستخدمين، فمشكلة الإشاعة أنها تؤثر بشكل قوي ويتناقلها الناس ويعاني منها المجتمع وليس لها ضابط معين، كما أن المتلقين لها يختلفون فهناك من ينشرها سريعا وهناك من لديه نسبة وعي ومن يصل إلى نسبة وعي متقدمة هم قليلون جدا في المجتمع السعودي للأسف الشديد وذلك يرجع إلى أن أكبر فئة مستخدمة لوسائل التواصل هم من الشباب الذين لديهم استعجال كبير وتسرع غير الكبار بالسن الذين عندهم تروٍّ وعدم استعجال والفئة الكبيرة إما يعتزلون هذه الوسائل أو غير فاعلين فيها بشكل كافٍ.
وأوضح العنزي أن الخصوصية في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي ليست ضرورية، وقال: الأفكار التي يطرحها كبار الكتاب ليست خصوصية عندهم فهم قادة الرأي العام والأفكار ترجع للشخص نفسه وهو يحدد معيار الخصوصية فيها، وأما في جانب الحياة الخاصة والخصوصية العائلية في بيت الشخص وأسرته وطريقة العيش فهناك من يجيزها ويرى أنه لا بأس بتصوير وتوثيق بعض من جوانب حياته الخاصة ويعتبرها أمراً عادياً ومشاعاً وهناك من لا يحبذ ذلك وعنده تحفظ، إذاً فهو أمر شخصي ويرجع للفرد نفسه هذا بالنسبة للقائم بالاتصال، أما بالنسبة للمتلقي فعندنا مشكلة أحيانا أنه يحاول التدخل بخصوصيات القائم بالاتصال فتجده يبحث عن أموره الخاصة والأمور المتعلقة بأسرته وهنا تكمن المشكلة وهناك أناس أكثر تطفلاً فهناك من يخترق حساب القائم بالاتصال ويطلع على معلوماته بالكامل.
وأشار العنزي إلى أن مميزات وسائل التواصل الاجتماعي تعتبر غير متوقفة ومتجددة، وقال: ومن أهم مميزاتها قربها من المجتمع وأصبح كل فرد يستطيع أن ينشئ منصة يخاطب من خلالها الآخرين ولعلنا نذكر هنا أن كثيراً من الناس كانوا غير معروفين وأصبح لهم متابعون بأعداد هائلة وأصبحوا مشاهير وبنوا نفسهم من الصفر، والأمر الآخر هو التكلفة المادية البسيطة وتكاد لا تذكر وذلك على خلاف الوسائل التقليدية التي تكلف مادياً وتتطلب كوادر بشرية وما إلى ذلك، وله ميزة أخرى وهي السرعة ومن أهم مميزاتها عدم ارتباطها بالمكان فوسائل التواصل الاجتماعي خلقت عالماً آخر يسمونه العالم الافتراضي وأصبح الكل يشارك أفكاره من جميع أنحاء العالم وكأنهم في غرفة واحدة.