إلى الراحل المقيم في أرواحنا أبي متعب
ضجّتِ الصحراءُ بالحُزْنِ المُقَفّى
حينها مدّتْ إلى الرحمن كفّا
وورودٌ في وريدِ الأرضِ أرْخَتْ
غيمَ عينيها لكي يخفقَ نَزْفَا
بُحَّ صوتُ البحرِ يبكي دون وعيٍ
إذْ فناراتُ الرؤى جاءتْكَ لهْفى
والجبالُ السُّمْر مُذْ قالوا: تولّى
أشَعَلتْ في روحها البيضاء ِرجْفا
وكأنيْ والفضاءُ الرحبُ بحْرٌ
أحمرُ العينين والآهاتُ مَنْفَى
كلّما أنعشْتُ حرفًا مات حرفٌ
في فميْ والبوحُ في الأعماقِ أغْفَى
في كهوف الهمّ أوقدْتُ انطفائيْ
كلّما زدتُ سكونًا زدْتُ وَجْفا
يارياحَ الفقدِ مزّقتِ اصطباريْ
عندما أغمدتِ في الشّريانِ سيْفَا
زمّلوني، رعشتيْ مافارقتنيْ
في سديم الجرحِ كمْ أشْتَدّ ضَعْفَا
أيّها الطينُ الذيْ مِنْهُ انطلقْنا
ذات برْدٍ،كيف من بعدك نَدْفَا؟
- إبراهيم حلّوش